أَميرَ الشِعرِ لا نورٌ وَحقُّ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَميرَ الشِعرِ لا نورٌ وَحقُّ | وَلكِن سوءُ مُنقَلَبٍ وَخَرقُ |
إِذا أَيَّدتَهم أَيَّدتَ حَقّاً | أَبي تَأييدَهُ شَرفٌ وَخُلقُ |
أَميرَ الشِعرِ وَالثَوراتُ تَرقى | عَلى نُظُمٍ يُمَهِّدُها الحقُ |
وَلا تَرقى عَلى مُهَجِ الأَيامى | فَإِنَّ دَمَ الأَيامى لا يحقُّ |
أَباحوا في القِتالِ دَمَ النَصارى | وَفي أَجفانِهِم لِلبغضِ وَدقُ |
وَما رَفَقوا بِأَيتامٍ صغارٍ | فَجازوهُم بِما لَم يَستَحقوا |
وَقالوا نَهضَة الأَوطانِ تَقضي | وَعاثوا في بِلادِهِم وَشَقّوا |
وَقِدرُ الدينِ في الجَهّالِ تَغلي | وَلم يُسمَع لِطَبل الدينِ طَرقُ |
أَتَحتَرِمُ الحُقوقَ وَفي فَضاها | من الأَحقادِ زَوبَعَةٌ وَبَرقُ |
وَفي راياتِها لَهفُ اليَتامى | لَهُ في كُلِّ ثانِيَتَين خَفقُ |
أَلإستِقلالُ يَنمو بِالتَآخي | وَيَضمر بِالشقاقِ وَيستدقُّ |
وَبِالحُبِّ الصَحيحِ يشيدُ صَرحاً | أَساسُ خُلودِهِ شَرفٌ وَصِدقُ |
أَلَسنا في الهمومِ أولي اِتِّفاقٍ | فَلِم لا يَنتحِيا اليَومَ وفقُ |
وَلم يَسعى إِلى التَفريقِ قومٌ | يوحّدُ بَينَهُم وَطَنٌ وَنُطقُ |
أَعادوا سوءَةَ الماضي بِنزقٍ | وَلم يَنبِض لَهُم في الحُبِّ عِرقُ |
كَأَنَّهُم أَرادوا نَفيَ رقٍّ | بِجَهلٍ فيهِ لِلأَوطانِ رِقُ |
كِلانا شاعِرٌ بِالظُلمِ يَرثي | بِلاداً بِالمَظالِمِ تسترقُ |
وَنَحنُ نؤيِّدُ الثوراتِ لكِن | نَخُطِّئُها إِذا هيَ لا تَرُقُ |
أَميرَ الشِعرِ حَسبُ دِمَشقَ حُزنٌ | بِأَنَّ جنانِها يبسٌ وَطرقُ |
فَأَزهرُها من الأَرزاءِ صَفرٌ | وَأَنهرُها من الأَهوالِ بلقُ |
وَما في الغَوطتين سِوى زَفير | يصعِّدُهُ مِن الآلامِ عُمقُ |
وَما في الجامِعِ الأَمَوِيِّ إِلّا | صُراخٌ من تَفَجُّعِهِ وَشَهقُ |
كَأَنَّ الجِنَّ تَخطُرُ في دُجاه | وَفي جنباتِهِ لِلبومِ نعقُ |
وَأَجفانُ السُموأَلِ فيهِ تَبكي | وَأَدمُعِها شكاياتٌ وَعِشقُ |
أَلا أَينَ الخَرائِبُ من قُصورٍ | لَها بِمَذاهِبِ الآفاقِ سبقُ |
وَأَينَ من السُمُوِّ جلالُ نَسق | هَوى رِضماً فَما بِدِمشقَ نَسقُ |
وَأَينَ مَعاهِدُ الآثارِ فيها | وَأَينَ الحُسنُ وَالفَنُّ الأَدقُ |
جَلائِلُ كُنَّ في الماضي مزاراً | جُموعُ حجيجِهِ خُلقُ فَخُلقُ |
مطهَّرة العُصور بَغى عَلَيها | حَزازاتٌ من التَدنيسِ حُمقُ |
عَلى مَن تَبعة الآثامِ تُلقى | وَكُلُّ هَوىً يَقولُ أَنا المُحقُ |
غَمزَت إِباءَهم فَمَضى حَقوداً | وَضَجَّت مِن صَغارَتِهِ دِمَشقُ |
وَلَو عَقلوا لَحرَّرهم نِظامٌ | عَلى أَبوابِ حَقِّهِمِ يدقُ |
تخذتَ الشِعرَ لِلإِصلاحِ مرقىً | فَهل أَصلَحتَ خُلقَهُم لِيَشقوا |
وَهَل عَلَّمتَهُم رميَ القَوافي | لِيَرموا بِاليَتيمِ وَليسَ رِفقُ |
سَلِ الأَهرامَ يا اِبنَ المَجدِ عَنّا | يُجِبكَ الدَمعُ وَالنَفسُ الأَرقُ |
فَفي الأَهرامِ يا شَوقي بَقايا | مِنَ النسبِ المُؤَثَّلِ لا تَعُقُ |
وَفي النيلِ المُرَقرَقِ عاطِفاتٌ | مَشى مِنها إِلى لُبنانَ رزقُ |
يَعزُّ عَلَيهِ أَن تَشقى بِلادٌ | بِها من شيمَةِ الأَجيالِ عتقُ |
أَلَستَ تَرى أُميَّة كَيف تَرنو | إِلى لُبنانَ عَن مُقلٍ تُشقُ |
وَكلٌّ مِنهُما يَهوي بِنَزعٍ | وَفي دَمِعِ من الأَهوالِ حَرقُ |
وَلِلمُستَقبَلِ الآتي عَجيجٌ | عَلى قَدَمَيهِ لِلأَوطانِ زَهقُ |
أَميرَ الشِعرِ حَسبُ الشِعرِ فَخرٌ | بِأَنَّ لماكَ لِلإيحاءِ فَتقُ |
أَنا مُصغٍ إِلى قَطَراتِ سِحرٍ | لَها من شِعرِكَ العَلويِّ دَفقُ |
أَلا هَذِّب شَبابَ الشَرقِ هَذِّب | لِيَرقى مَوطِنٌ لَهُمُ وَيَرقوا |
وَقُل لَهُم أَخاكُم فَاِعضدوهُ | تَنالوا المَقصَدَ السامي وَتَبقوا |