أَيا قُبلَةً مَرَّت عَلى ضَفَّتَي في
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَيا قُبلَةً مَرَّت عَلى ضَفَّتَي في | كَطَيفِ حَبيبٍ مَرَّ في الحُلمِ وَاِنطَلَق |
فَأَجرَت بِهِ نَهراً مِن الحُبِّ وَالجَوى | تَدَفَّق ناراً في عُروقي إِلى الرَمَق |
مَلكتِ شُعوري إِذ مَلَأتِ جَوارِحي | لَكِ اللَهَ إِنّي في ذُهولٍ وَفي غَرَق |
أُقَضّي نَهاري في اِنقِباضٍ وَريبَةٍ | وَيُشتَدُّ بي وَجدي إِذا أَقبَلَ الغَسَق |
إِذا قَدمت خَفَّ اللَهيبُ بِمُهجَتي | وَإِن غادَرَتني عاوَدَت مُهجَتي الحُرَق |
أَقولُ لِقَلبي إِنَّها الصدقُ في الهَوى | وَفي قَلبِها حُبٌّ لِغَيرِكَ ما خَفَق |
فَآمِن بِها آمن بِما في عُيونِها | أَلَم تَرَها أَرغى بِها الماءُ وَاِحتَرَق |
وَيا بَصري حِد مَرَّةً عَن طَريقِها | كَأَنَّكَ مَمدودٌ بِخيطٍ مِن القَلَق |
وَيا شُعراءِ الأَرضِ ما أَصدَقَ النَدى | إِذا اِبتَسَمَت لَيلى وَما أَكذبَ الوَرَق |
وَإِن نَظَرت ما أَبلَغَ الشِعرَ صامِتاً | وَإِن نَطَقَت ما أَعذَبَ الشِعرَ إِن نَطَق |
مَرَرتُ بِأَلوانِ الكَلامِ وَوَهجِهِ | فَما جازَ عَيني ثُمَّ ماتَ عَلى الحَدَق |
كَغيمٍ خَفيفٍ يَمسح النورُ وَجهَهُ | لِأُولى رِياح اللَيلِ يَنحلُّ في الشَفَق |
فَيا أذنُ لا تَخدَعكِ في القَولِ بَهجَةٌ | وَيا قَلبُ عَلِّم أَعذَبُ الشِعرِ ما صَدَق |