أَلدَمعُ مِن عَينَيَّ لَم يَذرِفِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَلدَمعُ مِن عَينَيَّ لَم يَذرِفِ | إِلّا عَلى وَردِ الهَوى الأَشرَفِ |
تِلكَ دُموعُ القَلبِ ذَوَّبتها | وَفي دُموعِ القَلبِ سرٌّ خَفي |
كَم لَيلَةٍ أَحيَيتُها ساهِراً | ما من سَميرٍ لي سِوى مصحَفي |
طوراً أُناجي نار سيكارَتي | وَتارَةً أَرنو إِلى الأَحرُفِ |
وَفي فُؤادي من شجونِ الهَوى | ما في فُؤادِ الشاعِرِ الأَحنَفِ |
يا ميُّ ما لِلأَهلِ من مَدخَلٍ | بَينَ كَسيرِ الجِفنِ وَالمدنفِ |
نَحنُ لَنا في حُبِّنا شيمَةٌ | بِغَيرِ هذا الحُبِّ لم نكلفِ |
فَليتركونا في مناجاتِنا | وَليَحفَظوا حرمَةَ حبٍّ وَفي |
فَليَترُكونا نَجتَني حلمنا | بَينَ زُهور الفُلِّ وَالمضعفِ |
يا دهرُ إِنّي لم أَزَل أَمرداً | أَمتَّ لي حَظّي وَلَم تَكتَفِ |
ما فتحت أَزهارُه في الضحى | حَتّى أَحالَتها يدُ الحرجفِ |
لي نَفَسٌ يعسر تردادهُ | كنورِ مِصباحٍ بَدا يَنطَفي |
وَجَسدٌ أَبلى بهِ سَقمه | يَكادُ لَولا ثَوبِهِ يَختَفي |
وَلي حَياةٌ حَظُّها أَسوَدٌ | نَظير لَيلى المُظلمِ المسدفِ |
أَمسَيتُ من يَأسي أُحِبُّ الدُجى | فَفي الدُجى رَسمُ الحِمام الخَفي |
حَتّى إِذا أَلفَيتُهُ راحِلاً | أَقولُ لِلظُلمَةِ فيهِ قِفي |
رَبّاهُ لَم تَخلِقني تاعِساً | أَشكو وَما من سامِعٍ منصفِ |
كَأَنَّني في الكَونِ جانٍ أَتى | بِحادِثٍ أَعيَبَ مُستَنكِفِ |
وَلَيسَ ذَنبي غَير أَنّي فَتىً | أَحبَبتُ فيها حُسنها اليوسفي |
أَحبَبتُ فيها روحها ساقِياً | وَرَدتها من أَدمُعي الذَرفِ |
إِن كانَ عاراً ما دعوهُ الهَوى | فَإِنَّ هذا العار ما أَصطَفى |