أَيَكون الهَوى نَدىً وَمَلابا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَيَكون الهَوى نَدىً وَمَلابا | وَثِماراً جَنى الهَناء رِطابا |
أَيَكونُ الهَوى اِعصُرِ الصُبحَ وَاللَي | لَ شَراباً وَأَترِعِ الأَكوابا |
وَاِرفَعِ الأَلسُنَ الرَديئَةَ عَنّا | وَليَكُن عَيشُنا نُفوساً طِرابا |
وَالزَمانُ الرَجيمُ دارُ نَعيمٍ | لِسِوانا لا تُفتَحُ الأَبوابا |
أَيَكونُ الهَوى اِقطُفِ الشَهدَ ما أَص | فى اللَيالي وَما أَلَذَّ اللُعابا |
أَلرَبيعُ الطَوّافُ يَزرعُ نوراً | وَظِلالاً خُلجانَهُ وَالهِضابا |
وَلَنا يَقلِبُ السَماءَ فِراشاً | وَبِنا يَملَأُ السَماءَ شَبابا |
أَيَكونُ الهَوى لَنا حُلُمُ الجَ | نَّةِ فَليَنفَرِط بِنا أَطيانا |
وَليَكُن يَقظَةً تَسيلُ مَدى الدَه | ر فَتُزكي فينا الحَصى وَالتُرابا |
تَفجُرُ الكَوثَرَ المُؤبَّدَ فينا | وَتُصَفّي لَنا الخُلودَ شَرابا |
أَلهَوى لا تَخَف صُروفَ اللَيالي | وَاِنظُرِ البَرقَ كَيفَ يُدمي السَحابا |
وَرِياحٌ عَواصِف تَقحَمُ الدو | حَ تَهزُّ الجُذورَ وَالأَعصابا |
نَهَرٌ هائِجٌ فَلا تَتَهَيَّب | هَولَ أَمواجِهِ وَشُقَّ العُبابا |
وَالهَوى أَصغِ في الرِياضِ إِلى البُل | بُلِ وَاِحذَر فَإِنَّ فيها غُرابا |
وَعَلى النَبعِ دُلبَةٌ تَجذِبُ الطَي | رَ إِلَيها وَالفَأسَ وَالحطّابا |
وَعَزيفٌ لِلجِنِّ يُجري عَلى قَل | بِ المُعَنّى الإِطرابَ وَالإِرهابا |
وَالهَوى مَرتَعُ النَعيمِ فَذَلِّل | سُبُلَ الفَتحِ وَاِملِكِ الأَسبابا |
دونَك المَهمَةُ الكَؤودُ فَلَن تَب | لُغَ إِلّا إِذا بَلَغتَ العَذابا |
فَاِقتَحَمتَ السُيولَ سَيلاً فَسَيلاً | وَعَبَرتَ الغاباتِ غاباً فَغابا |
وَهزمتَ النَسناسَ وَالضَبُ | عَ الحَزراءَ فيها وَالأَرقمَ النَشّابا |
قُلتِ ما زالَ في خَيالِكَ نَزرٌ | من صباغٍ عَلى أَفاعيكَ ذابا |
فَاِمحُهُ وَاِغتَسِل كَأَنَّكَ لَم يَع | رِفكَ ماضٍ وَلم تغَنِّ كتابا |
نَحنُ بدءُ الحَياةِ قَبلَ حُلولِ ال | حُبِّ فينا كانَ الوُجودُ ضَبابا |
غَنِّني غَنِّني تَعالَ إِلى الغا | بَةِ نَغنَم مِنَ الصُخورِ حِجابا |
فَهُنا الأَعيُنُ المَريضَةُ تُؤذي | نا فَتَبني مِنَ الشُكوكِ قِبابا |
هذِهِ صَخرَةٌ تَقينا لَظى الشَ | مسِ وَمن غَدرِةِ العُيونِ الحِرابا |
فَطَريقُ الوادي بَعيدٌ فَلا نَخ | شى ذَهاباً مِن عابِر أَو إِيابا |
فَلنُقَطِّع مِن تَحتِها الشَوكَ وَلنَر | مِ الحَصى وَلَنُمَهِّدِ الأَعشابا |
وَلتَكُن خَيمَةً لَنا تُك | رَمُ الأَحلامُ فيها وَلِلهَوى مِحرابا |
تَعبٌ كُلُّها الحَياةُ بَل الحُبُّ | وَلكِن كَم جَمَّلَ الأَتعابا |
أَطلَعَ الشَوكُ في يَدَيكِ دُموعاً | فَاِجعَليها عَلى لِساني عِتابا |
قُلتِ خُذها نَقِيَّةَ العِرقِ مِن حُ | بّي شفاهاً وَمن حَناني رُضابا |
فَأَخَذتُ الدمَ النَقِيَّ وَفي قَل | بي عُروقٌ تودُّ أَن تَنسابا |
وَالرَوابي أَتَذكُرين كَأَنَّ الشَم | سَ لَجَّت بِها فَصارَت سَرابا |
قُلتِ دَعني أَنَل كَما نِلتَ مِنّي | قَطَراتٍ مِنَ العُروقِ عِذابا |
وَلتَكُن بَينَنا مِن الحُبِّ ميثا | قاً يَكونُ الوَفا لَهُ آدابا |
وَلَبِثنا في نِعمَةِ الحُبِّ لا نَس | مَعُ إِلّا خَيالَهُ المُنتايا |
تَتَراءى لَنا الصُخورَ خِياماً | وَالطُيور الَّتي بِها أَحبابا |
كُلَّما فَرَّ طائِرٌ حَمَلَ الوا | دي إِلَينا مِن حُبِّهِ أَسرابا |
وَالمَسا يَنشُرُ الظِلالَ عَلى الدُ | نيا وَيُلقي عَلى النُفوسِ الثَوابا |