مُلّقيهِ بِحُسنِكِ المَأجورِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
مُلّقيهِ بِحُسنِكِ المَأجورِ | وَاِدفَعيهِ لِلاِنتِقامِ الكَبيرِ |
إِنَّ في الحُسنِ يا دَليلَةَ أَفعى | كَم سَمِعنا فَحيحَها في سَرير |
أَسكَرَت خدعَةُ الجَمالِ هرقَلاً | قَبل شَمشونَ بِالهَوى الشِرّيرِ |
وَالبَصيرُ البَصيرُ يُخدَع بِالحُس | نِ وَينقادُ كَالضَريرِ الضَريرِ |
ملقيهِ فَاللَيلُ سَكرانُ واهٍ | يَتَلّوّى في خِدرِهِ المَسحورِ |
وَنسورُ الكُهوفِ أَوهنها الحُ | بُّ فَهانَت لَدَيهِ كَالشَحرورِ |
وَعنا اللَيثُ لِلبوءَةِ كَالظَب | يِ فَما فيهِ شَهوَةٌ لِلزَئيرِ |
شَبِقَ اللَيثُ لَيلَةً فَتَنَزّى | ثائِراً في عَرينِه المَهجورِ |
تَقطر الحمّة المسعّرة الشَهّ | اءُ مِنهُ كَأَنَّهُ في هَجيرِ |
يَضربُ الأَرضِ بِالبَراثِن غَضَبا | نَ فَيُصدي القنوط في الديجورِ |
وَوَميضُ اللَظى يُغلف عَينَيهِ | فَعَيناهُ فوهَتا تنّورِ |
وَنَزا مِن عَرينه تَشَظّى | حممٌ مِن لَظاه في الزمهريرِ |
وَاللهاثُ المَحمومُ مِن رِئَتَيه | يُشعل الغابَ في الدُجى المَقرورِ |
فَسَرى الذُعرُ في الذِئابِ فَفَرَّت | وَتَرامى إِلى عشاش النُسورِ |
وَإِذا لبوة مخدِّرَة الحُس | نِ تَرَدَّت من كَهفِها المَحدورِ |
تنضح اللّذةُ الشَهِيَّةُ مِنها | خَمرَةٌ من جَمالِها المَأثورِ |
فَتنثّ العَبيرَ في مخدع اللَي | لِ فَتَشهى حَتّى عروقُ الصُخورِ |
فَتَلاشى اللَهيبُ في سَيِّدِ الغا | بِ أَميرِ المغاوِرِ المَنصورِ |
وَالعَظيمُ العَظيمُ تُضعِفُهُ أَن | ثى فَينقادُ كَالحَقيرِ الحَقيرِ |
ملّقيهِ فَفي أَشِعَّةِ عَينَي | كِ صباحُ الهَوى وَلَيلُ القُبورِ |
وَعلى ثَغرِكِ الجَميلِ ثِمارٌ | حَجَبَت شَهوَةَ الرَدى في العَصيرِ |
ملقيهِ فَبينَ نَهدَيكِ غامَت | هُوَّةُ المَوتِ في الفِراشِ الوَثيرِ |
هوَّة أَطلَعَت جَهَنَّمُ مِنها | شَهواتٍ تَفَجَّرَت في الصُدور |
ملّقيهِ فَفي مَلاغِمك الحُم | رِ مَساحيقُ معدنٍ مَصهورِ |
يُسَرِّبُ السمّ مِن شُفافَتِها الحَرّ | ى إِلى مَلمَسِ الرَدى في الثغورِ |
خَيَّم اللَيلُ يا دَليلَة في الغا | بِ وَأَغفى حَتّى الشَذا في الزُهورِ |
فَاِنشِقي فورَة الحَرارَةِ مِن جِس | مي وَغَذّي قواكِ مِن إِكسيري |
أَنتِ حَسناءُ مِثل حَيَّة عَدنٍ | كَورودِ الشارونِ ذاتِ العُطورِ |
وَكغُفر الوَعل الوَديع وَإِن كُن | تِ تناجينَ عَقرَباً في الضَميرِ |
لَستِ زَوجي بَل أَنتِ أَنثى عُقاب | شرسٍ في فُؤاديَ المَسعورِ |
فَاِشتَهي كُلّ لَيلَة مخلَبي | الدامي عَلى خزّ جِسمِكِ المَخمورِ |
وَأَتى الصُبحُ ضاحِك الوَجهِ يَرغي | زَبَدُ النورِ في ضحاه الغَريرِ |
أَينَ شَمشونُ يا صَحارى يَهوذا | أَينَ حامي ضَعيفِك المُستَجيرِ |
أَينَ قاضيكِ دافِعُ الضيم طاغي | المُستَبِدّينَ صائِنُ الدُستورِ |
أَعوَرَت شَهوَةٌ من الحُبِّ عَينَي | هِ وَكَم أَعوَرَ الهَوى مِن بَصيرِ |
إِنَّ قاضي المُستَعبَدين لِعبدٌ | وَقضاةٌ عورٌ قضاةُ العورِ |
حَفَلَت قاعَة العِقابِ بِجَمعٍ | من سُراة المسوّدين غَفيرِ |
هُم رموزُ الشقاق وَالفِتَن الحم | راءِ وَالغَدر وَالزِنى وَالغُرورِ |
أَقبَلوا يَشهَدونَ مصرعَ شَمشو | نَ عَلى لَذَّةِ الطّلا وَالزمورِ |
أَيُدينُ الخاطي جناةٌ صَعالي | كُ وَيَقضي الفجورُ ذَنبَ الفجورِ |
وَسَرَت خَمرَةُ الوَليمَةِ في الحَف | لِ لِتَقديسِ ساعَةِ التَكفيرِ |
وَكَأَنَّ النَسيمَ شُوِّقَ لِلخَم | رَةِ فَاِنسَلَّ مِن شُقوقِ الخدورِ |
وَلِنَقرِ الدفوفِ صَوتٌ غَريب | يَتَحَدّى صَوتَ العِقابِ الأَخيرِ |
وَإِذا قينَةٌ تَخالجها السك | رُ عَلى مَشهَد من الجُمهورِ |
فَتَثنَّت تضاجِعُ الجَوِّ نَشوى | مِن تَلَوّي قَوامِها المَحرورِ |
رَقصَة المَوتِ يا دَليلَة هذي | أَم تُراها اِختِلاجَةً في الخمورِ |
وَصغا الجَمعُ لِلأَسيرِ يُنادي | هِ بِشَتّى مَطاعِن التَحقير |
هيه شَمشونُ أَيُّها الفاجِر الزِنديقُ | يا عَبدَ يهوهَ المَقهورِ |
أَحَكيمٌ مِن العتاة تذرّي | شَعرَهُ قينَةٌ من الماخور |
فَتَلوّى شَمشونُ في القيدِ حَتّى | حَلَّ فيهِ روحُ الإله القديرِ |
فَنَزا نَزوَة الوَميضِ من الغَ | لِّ وَدَوّى كَنافِخ في صورِ |
بَدّدي يا زَوابِع النارَ أَعدا | ءَ إِلهي وَيا جَهَنَّمُ ثوري |
وَتَنَفَّس يا مَوقد الثَأر في صَد | ري وَأَغرِق نَسلَ الريا في سعيري |
وَاِمصِصي يا دَليلَة الخُبثِ من قَل | بي فَكَم مَرَّة مصَصتِ قُشوري |
وَاِرقُصي إِنَّما البَراكينُ تَغلي | تَحتَ رجلَيكِ كَالجَحيمِ النَذيرِ |
وَتَغَنّي بِمَصرَعي فَكَثيراً | ما سَمِعتُ الفَحيحَ في المَزمورِ |
أَصبَحَ اللَيثُ في يَدَيكِ أَسيراً | فَاِطرَحيهِ سخرِيَّةً لِلحَميرِ |
وَاِجعَلي الغَلَّ رَمزَ كلّ صَريح | وَاليَواقيتَ رَمزَ كلّ غدورِ |
إِن أَكن سُقت في غَرامِكِ شَرّاً | فَالبَرايا مطيّة لِلشُرورِ |
غَير أَنّي أَجني مِن الجِيَفِ الجَر | داءِ مَهما قَذرتُ شَهدَ قَفيرِ |
هيكَلَ الإِثم لَم أُبِح لَكَ ذُلي | شَبحَ الرَقِّ لَم أُسَلِّمك نيري |
فَاِسقِطي يا دَعائِمَ الكَذِبِ الجا | ني وَكوني أُسطورَة لِلدُهورِ |
محق اللَهُ فيَّ شرَّ ظَلامي | فَلتُضىء في الحَياةِ حِكمَةُ نوري |
إِن تَكُن جَزَّتِ الخِيانَةُ شَعري | في ضَلالي فَقُوَّتي في شُعوري |