شَبحَ الدموع تَمضّك الأَتراحُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شَبحَ الدموع تَمضّك الأَتراحُ | هَوِّن عَلَيكَ فَكُلُّنا أَشباحُ |
ماذا تؤملُ من رَحيقٍ فاسِدٍ | قَد زَخرَفت أَلوانَهُ الأَقداحُ |
هذا الوجودُ جنينةٌ مرغوبَةٌ | قَد غَرَّ فيها آدمَ التُفّاحُ |
هذا الوُجودُ مشانِقٌ نُصِبَت لَنا | وَالظُلمُ في ساحاتِها السَفّاحُ |
أَوَ ما تَرى الفَلّاحَ بَعدَ جهادِهِ | يَلقى الشقاءَ لِأَنَّهُ فَلّاحُ |
فَكَأَنَّ إِكرامَ الفَقيرِ مُحَرَّمٌ | وَكَأَنَّ إِكرامَ الغَنِيِّ مُباحُ |
تِلكَ الجُفونُ وَقد ذَرَفَت دُموعَها | أَيَرودُ خلف سجوفِها الإِصلاحُ |
إِن كانَ ذرفُ الدَمع يُصلِحُ أُمَّةً | فَمَدامِعٌ في أُمَّتي وَنُواحُ |
في دَمعَةِ التُعَساءِ سِرٌّ كامِنٌ | هُوَ خَلفَ لَيلِ الظالِمينَ صباحُ |
تِلكَ المَباني سَوفَ تَهدِمُ ركنها | من عاصِفاتِ حَياتِنا الأَرواحُ |
أَذرِ الدُموعَ فَما الدُموعُ سِوى نَدى | هذي الحَياة وَعرفُه فَيّاحُ |
ما الدَمعُ إِلا الراح في كَاسِ الوَرى | وَسَتُسكِر الأَكوانَ هذي الراحُ |
يا مَن طَلى بِدَمِ الفَقيرِ عُروشَه | وَنَراهُ يَجلِسُ فَوقَها يَرتاحُ |
هذي العُروضُ جَماجِمٌ مَرصوفَةٌ | في جَوفِها تَتَمَرَّدُ الأَرواحُ |
رَأَيتُك يا شَبَحَ الحُزنِ تَبكي | وَما في الوُجودِ سِوى المُفتَري |
إِذا كُنتَ تَنشد تِلكَ العدا | لةَ فَاِذهَب إِلى كوخِك الأَحمَرِ |