شاعِرُ القَلبِ ضاقَ عَنهُ البَيانُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
شاعِرُ القَلبِ ضاقَ عَنهُ البَيانُ | وَالقَوافي وَاللَفظُ وَالأَوزانُ |
صامِتٌ يُرسِلُ التَنَهُّدَ شِعراً | كُلَّما هَزَّ قَلبَه خَفَقانُ |
تَقرَأُ الوَحيَ في عُذوبَةِ عَينَي | هِ فَآياتُ عَينِهِ قُرآنُ |
نَفسُهُ جَذوَةٌ من اللَهِ لَم تَد | نَس فَتَمحو نَقاءَها الأَضغانُ |
فَهو في مَوكِبِ الحَياةِ حَكيمٌ | وَهوَ في مَركِبِ الدُجى رُبّانُ |
يَجد التائِهونَ فيهِ عَزاءً | وَأَماناً إِذا تَلاشى الأمانُ |
لَقَّنَتهُ الأَيّامُ مَوعِظَة النا | رِ فَثارَت في صَدرِهِ النيرانُ |
غَيرَ أَنَّ السَماءَ قالَت لَهُ اِصمت | إِنظُروا كَيفَ يَصمِتُ البُركانُ |
شَيَّدت قَصرَ وَحيِهِ الأَشجانُ | وَطلاه مِنَ الدموعِ دهانُ |
زاهِد في الحَياةِ في بردتيه | جسد شفّه الضَنى جوعانُ |
ملك عَرشِه المَصائِب وَاله | مُّ وَياقوت تاجِه الأَحزانُ |
صولجانُ الآلامِ في قَبضَتَيهِ | وَيحَ ملكٍ آلامهُ الصولجانُ |
لجريرٍ في روحِهِ شَهقاتٌ | وَلِقَيسٍ في قَلبِهِ تَحنانُ |
وَبَقايا من المعرّي تَمَشَّت | في دماه لَم تَمحُها الأَزمانُ |