كُلُّ حَيٍّ يَموتُ إِلّا هَوانا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كُلُّ حَيٍّ يَموتُ إِلّا هَوانا | أَعلى الأَرضِ مَن يُحِبُّ سِوانا |
نَحنُ وَالناسُ نَملَاُ الأَرضَ حُبّاً | وَهُمُ يَملَأونَها نيرانا |
يا حَبيبي غَرِّق جَبينَكَ في صَد | ري فَلَولاكَ ما مُلِئتُ حَنانا |
لَم يَكُن لي سِوى حُنُوِّكَ حَتّى | قَبلَ أَن يَفرُضَ الهَوى لُقيانا |
كُنتَ في وَحدَتي خَيالاً عَلى قَل | بي فَكَم مَرَّةٍ بَدا مَلآنا |
وَعَلى مُقلَتَيَّ حُلماً لَذيذاً | حامِلاً مِن سَمائِهِ أَلحانا |
كَم سَمِعتُ الفَضاءَ يَخفِقُ حَولي | أَتُرى كانَ يَلتَقي طَيفانا |
كُنتَ بي قَبلَ أَن أَراكَ بِعَيني | فَدَمي كانَ يَرتَوي أَحيانا |
يا حَبيبي إِلَيكَ حُلماً يَودُّ ال | طرفُ لَو يَرتَمي بِهِ يَقظانا |
كُنتَ في هالَةٍ مِنَ النورِ لا يَح | صُرُ ذهنٌ مَكانَها وَالزَمانا |
وَتَرَدَّت مِنَ الجَنوبِ رِياحٌ | زَحفَ العِطرُ خَلفَها وَلهانا |
وَإِذا النورُ يَستَحيلُ أَديماً | ثُمَّ يَحيا فَيَستَحيلُ جِنانا |
وَإِذا بي أَراكَ تَقطُفُ كَالفا | تِحِ مِن كُلِّ مَغرِسٍ رَيعانا |
يَنبضُ الغُصنُ في يَدَيكَ رَجاءً | وَيُنَدّي عَلَيهِما إيمانا |
قُلتَ يا لَيلَ ما عَلَينا إِذا النا | سُ تَجَنَّبوا فَالحُبُّ قَد أَعطانا |
وَفَرَشتَ الجَنى الشَهِيَّ طَعاماً | أَمرَ الحُبُّ أَن يَكونَ فَكانا |
قُلتَ لي نِعمَةُ الطَبيعَةِ يا لَي | لى أَعدَّت لِعُرسنا مِهرَجانا |
بورِكَ الحُبُّ حينَ بارَكَ إِكلي | لاً عَلَينا أَحَلَّهُ قَلبانا |
وَإِذا بِالنَباتِ يَستَنشِقُ الحُ | بَّ فَتَجري جُموعُهُ مجرانا |
فَتَبوحُ الصَبا وَيَرتَعِشُ الوَر | دُ وَيَصحو مِنَ النَدى سَكرانا |
وَعَبيرُ النِسرين يَنهَلُّ حُبّاً | في العَبيرِ المَنشورِ مِن نَجوانا |
يا حَبيبي كَأَنَّ طَرفِيَ لَمّا | ذَهَبَ الحُلمُ لَم يَكُن وَسنانا |
أَوَلَسنا في يَقظَةٍ تَخطُفُ الغِب | طَةُ فيها القُلوبَ وَالأَجفانا |
أَوَلَم نَبنِ بِالمَحَبَّةِ وَالرَأ | فَةِ دُنيا أَعزَّ مِن دُنيانا |
تَهدُمُ العالَمَ الَّذي يَهدُمُ الوِج | دانَ فينا وَتَرفَعُ الوِجدانا |
هذِهِ النَبعَةُ الحَنونُ أَلَم تَع | كِس عَلَينا الظِلالَ وَالأَلوانا |
تُفعِمِ النَفسَ مِن نَقاها يَنابي | عَ وَتَملأ أَعماقَها خُلجانا |
أَسعَدُ الناسِ نَحنُ فَليَصفَحِ | الحُبُّ بِنا وَليَكُن لَهم غفرانا |