ذلِكَ اليَومُ كَيفَ كانَ وصارا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ذلِكَ اليَومُ كَيفَ كانَ وصارا | كانَ بَرداً وَصارَ قاراً وَنارا |
قُلتِ إِذ جَنَّدَت شَرائِعَها الأَر | ضُ عَلَينا لَن يَبلُغوا الأَوطارا |
فَالنَعيمُ الَّذي خَلَقناهُ فينا | وَسَقَتهُ السَماءُ لَن يَتَوارى |
إِن يَكُن جاءَ من جَهَنَّ خَطبٌ | فَلِكَي يَخبُرَ الهَوى الجَبّارا |
يا حَبيبي سَيَملَأ الحُبُّ سجني | فَليَشيدوا الحُصونَ وَالأَسوارا |
وَسَأبينكَ فيهِ جسماً وَروحاً | وَحَناناً وَعِفَّةً وَوَقارا |
أَبِوَسعِ السُجونِ أَنَّ تحرُمَ القَل | بَ رؤاهُ وَتَحجُبَ التَذكار |
سَأُنادي في عُزلَتي كُلَّ غَيمٍ | كُلَّ عِطرٍ سَرى وَطَيرٍ طارا |
خَبِّري الأَرضَ يا عطورُ وَيا غَي | مُ وَيا طَيرُ وَاِنشُري الأَسرارا |
خَبِّريها أَنّي أُحِبُّ حَبيبي | خَبِّريها أَنّي أُحِبُّ جَهارا |
خَبِّري الأَرضَ خَبِّريها وَقولي | إِنَّ كوخاً أَشدُّ مِنها جدارا |
إِنَّ بَيتاً عَلى الجَمالِ بَنينا | هُ لِتَأبى السَماءُ أَن يَنهارا |
يا حَبيبي كَما حييتُ سَأَحيا | إِنَّ بي عِرقٌ يُحرِّقُ الأَبصارا |
وَعَلى كُلِّ شَفرَةٍ من جُفوني | مِنكَ عِرقٌ يُحرِّقُ الأَبصارا |
كُلَّما غَرَّقَ الظَلامُ عُيوني | أَطلَعَ الحُبُّ في دَمي أَنوارا |