بَينَما كانَ فَتى المُستَقبَل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بَينَما كانَ فَتى المُستَقبَل | سائِراً بَينَ غياضِ الجَبلِ |
بَدَرَت من مُقلَتَيهِ لَفتَةٌ | فَرَأى وَجهَ غَزالٍ مُقبِل |
هُو ظَبيٌ يَتَثَنّى باسِماً | بَينَ زَهرٍ باسِمٍ لِلطَلَلِ |
ذاكَ ظَبيُ العزِّ في المُستَقبَلِ | يَتَراءى قادِماً في عَجَلِ |
سَكب الفَجرُ عَلَيهِ كَأسَه | وَسَقاهُ من رَحيقٍ سَلسَلِ |
بَينَ عَينَيهِ تَراءى هَيكَلٌ | سَجد الحسنُ بِذاكَ الهَيكَلِ |
أَرسلَ الشِعرُ إِلَيهِ راهِباً | فَغَدا مُحتَفِلاً بِالمرسَلِ |
ثغرُهُ قارورَةٌ من عَسَلٍ | مَزجت مرشفَه بِالعَسَلِ |
وَلهُ في وُجنَتَيهِ آيَةٌ | هَبط السِحرُ عَلَيها من عَلِ |
عِندَها هاروتُ أَلقى طرفَه | صاح من وَهلَتِهِ وَآخجلي |
وَاِنثَنى من وجهِه مُستَعجِلاً | راغِباً في مَشيةِ المُستَعجل |
أَقبلَ الظبيُ عَلى ذاكَ الفَتى | مُستَرِقّاً فيهِ قَلبَ الرجلِ |
وَأراهُ مُنجلاً في يَدِهِ | قائِلاً سرُّ الهَوى في المنجلِ |
إِن تَرُم تَقرن بِالمَجدِ الهوى | فَتجنَّب عادِياتِ الكَسلِ |
هوذا المُنجلُ فَاِطلُب عَملاً | إِنَّما المنجلُ رَمزُ العَمَلِ |
شارِكِ العُمّالَ في مِهنَتِهِم | وَاِجتَهِد في كُلِّ أَمرٍ تَصِلِ |
إِنَّما العُمّالُ أَركانٌ إِذا | هَبَطَت يهبِطُ مجدُ الدوَلِ |
حينذا هبَّت نسماتُ الصَبا | مُنشداتٍ معَ لَحنِ البُلبُلِ |
وَتَوارى الظَبيُ عَنهُ عِندَما | حَرَّكَت لُطفاً مياه الجدولِ |
شعر الصبُّ بِحُبٍّ لم يَكُن | غير سَهمٍ من فُؤاد المُبتَلي |
غَلبَ الحُزنُ عَلَيهِ إِنَّما | لَم يَكُن يَقطَع حَبلَ الأَمَلِ |
قالَ لا بُدَّ لِجَفني مرَّةً | أَن يَراهُ راتِعاً في مَنزِلي |
سَأُضَحّي كلَّ ما عِندي فَلا | بُدَّ لي من قَلبِهِ لا بُدَّ لي |
حينذا أَصغى لِصَوتٍ قائِلٍ | لَن تَنالَ الغايَ فَوقَ المخمَلِ |
إِن تَرُم تَهوى غَزالاً فَاِقتَرِن | قَبلَ هذا بِعَروسِ العَمَل |