رَفينا تَعالَي كَأسَ خَمرٍ وَنارَةً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَفينا تَعالَي كَأسَ خَمرٍ وَنارَةً | لِنَرجيلَتي ثُمَّ اِغلِقي البابَ وَاِذهَبي |
وَلا تَدَعي أُمّي تَفيقُ من الكَرى | فَإِنّي سَأَقضي اللَيلَ داخِلَ مَكتَبي |
هُوَ اللَيلُ لا حسَّ هُناكَ وَلَيسَ | سَميرٍ يُؤسّي شَقوَتي غَيرُ كَوكَبِ |
سَرى في فَضاء اللانهايَةِ هائِماً | نَظيرَ فُؤادِ العاشِقِ المُتَعَذِّبِ |
سُعادُ لَقَد مَرَّت شُهورٌ عَديدَةٌ | وَقَلبِيَ يَمشي في دُجُنَّةِ غَيهَبِ |
تَحفُّ بِهِ الأَشواكُ من كُلِّ جانِبٍ | كَأَنّي بِها قَد خَبَّأت أَلفَ عَقرَبِ |
أَلا ذَوِّبي إِن شِئتِ جَورَكِ في الهَوى | وَهذا فُؤادي يَشهَدُ اللَهُ فَاِسكُبي |
إِذا كانَ أَبلاني مِنَ الدَهرِ مخلَبٌ | فَلا بُدَّ أَن يَقوى عَلى الدَهرِ مَخلَبي |
سُعادُ أَرى الأَسقامَ تَنخرُ هَيكَلي | وَفَوقي غُرابُ المَوتِ يَشدو فَطِيِّبي |
أَلَم تَنظُري الشُبّانَ كَيفَ تَوارَدَت | وَلكِن لِكُلٍّ مَأرَبٌ غَيرُ مَأربي |
دَعيني دَعيني وَاِتبَعي غَيرَ عاشِقٍ | يَكون كَبيرَ القَلبِ حُلوَ التَحَبُّبِ |
أَنا لَم أَزَل وَالعُمرُ في أَوَّلِ الصِبا | أَتَنتَظرينَ السَعدَ من شاعِرٍ صَبي |
سُعادُ غداً تَلقينَ عُنقَكِ طاهِراً | عَلى صَدرِ ذاكَ الطالِبِ المُتَصَبِّبِ |
وَتَنسينَ مَن كانَت تَذوبُ دُموعُه | عَلى إِثمدٍ في مُقلَتَيكِ مُذَوَّبِ |
نعم فَاِنتَسيه فهوَ وَلهان مُذنِبٌ | وَأَجدرُ بِالنِسيانِ من كُلِّ مُذنِبِ |
أَلَيسَ الهَوى ذَنباً كَما قالَ بَعضُهُم | إِذن أَنا جانٍ فَالهَوى فَوق منكبي |
وَلكِن غَداً لا تذكري الزَهر وَالرُبى | وَلا ياسمين الحَقلِ ما بَعدَ مَغربِ |
فَتِذكارُ هاتيكَ الرُسومِ مُقَدَّسٌ | فَلا تَلمِسيهِ بِاِذّكارٍ مكذَّبِ |