أَولا تَراهُم يَرتَدونَ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَولا تَراهُم يَرتَدونَ | اللَيلَ حَتّى منتَهاه |
يَستَنزِفونَ دم الشَبا | بِ وَيَرقُصونَ عَلى قواه |
هذا فَتىً كانَت تَموَّ | جُ بِالجَواذِبِ وُجنَتاه |
كانَ النَدى يَطفو عَل | ى آمالِهِ وَعَلى صِباه |
كانَت أَزاهيرُ الربى بِالأَ | مسِ تَسكَرُ مِن شَذاه |
وَذُرى الجِبالِ إِذا رَأَتهُ تَ | قولُ ما أَعلى ذُراه |
ماذا دَهاهُ اليَومَ الشَه | واتُ تَعرفُ ما دَهاه |
أَما الجَمالُ فَإِنَّهُ لَم تَب | قَ تَعرفه دُماه |
وَلَكَم سَمِعتُ الوَردَ يُن | كِرُهُ فَيَسأَل مَن تُراه |
وَالفَجرُ أَصبَحَ يَعرِفُ الد | نيا جَميعاً ما عَداه |
عَهدانِ عَهد هَوىً نَق | يٍّ ماتَ في سَرف وجاه |
وَهوىً يعربِد في دمي | وَتنشّ في كَأسي دِماه |
لَم أَدرِ مَن هيَ أُمه الع | رّى وَلم أَعرِف أَباه |
بَحرٌ مِن الشُبهات مِر | آةٌ لِأَهوالِ الحَياه |
أَلهمَّ صخرتُه الصَغي | رَة وَالمَساخِر شاطِئاه |
لا تطعمِ الحُبَّ اللجام | وَدَعه يَدلج في سراه |
دَعهُ فَأَمُّ الطِفل تم | لكهُ كَما مَلَكَت سِواه |
لِسَريرِها خَلجاته وَل | مرشَفيها مرشفاه |
وَنِساء هذا العَصر إِن | أَحبَبنَ أَطعَمنَ الشفاه |
أَما قُلوب العاشِقاتُ | فَإِنَّها وَآخجَلتاه |