ماذا تُسَرُّ إِلى القمر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ماذا تُسَرُّ إِلى القمر | يا أَيُّها الطَيرُ السَجين |
هَل أَنتَ مِثلي في السَهر | تَشكو عَذابَكَ لِلسِّنين |
أَم تَشتَكي ظُلمَ البَشَر | |
في قَلبِكِ العاني الكَسير | سِرٌّ تَوارى في الدُجى |
وَحَواجِزُ القَفصِ الصَغير | قَد أَطفَأَت نورَ الرَجا |
لَمّا غَدَوتَ بِهِ أَسير | |
قَد كُنتَ حُرّاً مُطلَقا | في جَوِّكَ الصافي الوَسيع |
تَشدو هِيامَك شَيِّقا | لِأَريجِ زَهرِكَ في الرَبيع |
وَتَؤُمُّ غُصناً مورِقا | |
قُل ما تُسَرُّ إِلى الظلام | وَالزَهرُ فيهِ سامِعه |
وَالقَومُ كلُّهُم نِيام | حَتّى الطَبيعَةُ هاجِعَه |
حَتّى فُؤادي المُستَهام | |
أَسألتهُ ماذا يَرى | في ذلِكَ الغاب الكَثيف |
وَعَلى الهِضابِ وَفي الذَرى | وَهناك في الحَقلِ اللَطيف |
حَيثُ النَسيمُ تكوثرا | |
أَسأَلتهُ هَل باقِيَه | تِلكَ النَضارَةُ في الحُقول |
وَمِياه تِلكَ الساقيه | وَرسوم هاتيك الطلول |
وَزُهور تِلكَ الرابِيَه | |
وَرِفاق ساعاتي العِذاب | سمّار قَلبي الشَيِّقِ |
هَل أَصبَحت قَيدَ العَذاب | في مِثلِ سِجني الضَيِّقِ |
أَم لا تَزالُ عَلى الهِضاب | |
أَسَأَلتهُ عَن طائِرِ | في كُلِّ لَيلٍ أَو صَباح |
فَوقَ النَسيمِ السائِرِ | حَملَ الطَعامَ عَلى الجناح |
وَأَتى بِهِ لِأَصاغِرِ | |
تِلكَ الصغار شَقائِقُ | لَكَ يا شَبيهي في المحن |
أَنتَ الأَسيرُ الخافِقُ | كَخفوقِ قَلبي في البَدن |
وَالفَرقُ أَنّي عاشِقُ | |
يا طَيرُ إِنَّك في الأَلَم | رَمزٌ لِهذا المرقمِ |
يبكي وَينحبُ بِالنَغَم | وَبِمَدمَعٍ من عَندمِ |
وَفُؤاد ظالِمِه أَصم | |
فَطُيورِ عِشِّكَ تَرقدُ | حَتّى يُفاجِئَها الصباح |
وَلَدُن تَفيقُ تغرَّدُ | |
يا طَيرُ ما تَستَنظِرُ | في الحَقلِ وَاليَوم الشتاء |
أَتُراكَ لا تَستأسرُ | وَلَو أَنَّ عِندَك ما تَشاء |
وَتُحِبُّ مَن يَتَحَرَّرُ | |
وَلما تَرى أَبقى لَنا | من ريش حُسنِك جانِحاك |
أَلكي يذكِّرنا الغِنا | ءَ لَعَلَّنا نبكي غناك |
وَلعَلَّنا وَلَعَلَّنا | |
يا طَيرُ إِنَّكَ صادِقُ | وَالمَرءُ غَدّارٌ كَذوب |
فَإِذا عَشِقتَ فَعاشِقُ | تَضع الصَداقَةَ في القُلوب |
وَالمَرءُ باغٍ فاسِقُ |