ذاتَ لَيلٍ كَتُربَة القَبرِ بارِد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ذاتَ لَيلٍ كَتُربَة القَبرِ بارِد | أَو كَصَدرٍ خَلا مِن العَطفِ حاقِد |
عَرَّجَت غادَةٌ مُلَثَّمَةُ الوَج | هِ عَلى فُندقٍ بِزَحلَة حائِد |
وَأَطَلَّت تَرى المَدينَةِ في اللَي | لِ بِجِفنٍ ساهٍ وَقَلبٍ واجِد |
فَإِذا زحلَةٌ كَمقلَةِ ثَكلى | وَإِذا النَهر ساكِن الماءِ جامِد |
فَأَحسَّت بِرَعشَةٍ عَقبتها | خلجَةٌ في صَميم فِكرٍ شارِد |
وَأَمالَت عَن المَدينَةِ وَجهاً | جَهَّمَته أَشباحُ تِلكَ المَشاهِد |
وَأَتاها الغُلامُ يَحمِلُ فِنجا | ناً من الشايِ في السُكونِ |
نَظرَت نَظرَةً إِلَيهِ بِجِفنٍ | هوَ لِلسَهدِ وَالشُجون مَوارِد |
ثُمَّ قالَت كَيفَ المَريض وَأَدنَت | مِن جِفافِ الفِنجانِ فاها الخامِد |
فَأَجابَ الفَتى بِبَعضِ اِرتِيابٍ | وَحَفيفُ الصَفصافِ في النَهرِ هاجِد |
رحمَ اللَهُ من تُسَمّينَ أَمسى | القَبرُ مَأواهُ مِنذُ يَومٍ واحِد |
لَم يَكد يَلفِظُ العِبارَة حَتّى | جَمدت جمدَة الدُمى في المَساجِد |
وَاِرتَمَت لا تَفيقُ من شِدَّةِ اليَأسِ | فَخافَ الغُلامُ وَاليَأسُ جاحِد |
أَيُّها اللَيلُ ما ظَلَمتَ قُلوباً | لَو عَرَفت القُلوبَ ماذا تُكابِد |