أرشيف المقالات

نونيـــة الخبــــــز - حامد بن عبد الله العلي

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .



هاذي حكايةُ مقهورٍ بأوطاني *** مـن القريضِ، وجزْلٍ ليس بالداني
قد صغتُه ببسيطِ البحْر منتظما *** حقيقـة الحال في أنحـاء أوطاني
قد زنْتـُه بقوافٍ تعتلي قممًا *** مــن البديـع بأوزانٍ وألحـانِ
شعرٌ يثير شعورًا في ضمائرنا *** ممـّا بنا حلَّ من حُـزْن وأشجانِ

ياموطنا لستُ أدري من يسيُّره *** الخوفُ يحكمُهُ، أم جُـوعُ جوعانِ
أم ثلَُةٌ من (طوال العمر) تابعـة *** لسارقِ النفـط، أمْ شيطانه الثاني
ألاَ ترى الشعبَ مقهورًا بلا أَملٍ*** الصمتُ، والنطقُ، صار اليوم سيّانِ
الخبزُ في مصر َ محجوزٌ لسادتهـا *** ملاحمُ الشّعب صارت عند أفرانِ!
والمغربُ العربيُّ الجوعُ يقتـله *** والجيشُ يسرقـُه من غير حُسبـانِ

عراقنا وبلادُ المجــدِ غاصبها *** يعيث فيها، وفـي أنحـاء أفغــانِ
والشام ياوطني من بعد عزِّتـه *** أضحـى ذليلاً فأشجاني وأبكانـي
صنعاءُ من يمنِ الإسلامِ دمعتُها *** تنبيك عن كَمَد مـن قلب أحزانِ
حتى الجزيرة أرض النفط ياعجبا *** الفقـر فيهـا بلا عـدِّ وأوزانِ

القصرُ في رغدٍ والنّاس في نكدٍ *** إلاّ المنافـق فـي أذيال سلطـانِ
النذلُ يُكرم، والأبطالُ في سَفَلٍ *** والزمْرُ يرفع شأن الماجـنِ الخاني
والعهرُ يظهرُ في الإعلامِ مُنْتشرًا *** يعلِّم النشأَ فحشَ الفاجِـر الزاني
أمريكا ترتع في أوطاننا عبَثــًا *** وتحميَ الكفرَ فهـو السيّدُ الهاني

وتزعم اليوم ديمظراطيّةً نشرت*** فسوَّدوا من دنيءٍ كـلِّ ضرطاني
تقول هذا، وللطغيان نصرُتهـا *** ما دام يخـدمُهـا فـي كلِّ ميدانِ
وبعدَه سيصير الحكمُ في عقِبٍ *** مرشَّحُ الحكم ابـن الحاكـم الجاني
وهكذا وجميعُ الشعب مسْخرةٌ *** لسيـّد الشعب هيـّانِ بين بيـّانِ
حصارُ غزَّة من جيرانها عجبًا *** أين العروبـةُ مــن حـقِّ لجيرانِ

الموت ُ يحصدُهم والجارُ يرقُبهم! *** ولاحراك، ولا نصـر لإخـوانِ
أطفال ُ غزّة قتلى في ملاعبهم ***ياويح خاذلهـم من بأس ديـّـانِ
أمّا فلسطين ُ، باعتْها خيانتهــم *** حتى أراقوا عليها سجلَ نسيـانِ
لولا ترفُّعها عن شتمِهِمْ نطقتْ *** ما أنتـمُ في البرايـا غيـرَ جرذانِ
أهلُ الجهاد طريـدٌ أوْ بمحبسِه *** ومالهمْ فـي بلادٍ حـقُّ إنســانِ

وهل جريرتهُم إلاّ لنُصْـرتهم *** ديـنَ الرســولِ بأمـوالٍ وأبدانِ
وربَّ مُسْتسلمٍ ذُلاّ ومجْبنــةً *** مستمرئِ الذلّ، جافي الطّبع، مرطانِ
يعيش عيشةَ جبّـارٍ ويحرسُه *** جندُ اليهـود، ومن إخوان صُلبـانِ
وربَّ مُستكبرٍ منهم وطاغيةٍ *** علـى رعيّتـهِ، من كـلِّ طغيـانِ

تراه كالفأرِ مذعوُرًا بحفـرته *** عنـد الحـروب بلا دفـعٍ لعـدوانِ
وكيد صهيونَ في أوطاننا علنًا *** حتّى المنـابرَ صارت صـوتَ خوَّانِ
والمفتي بالعلمِ بالأموالِ يُصدرُها *** أعني الفتاوى على (شيْـكٍ) بألوانِ
بعض الفتاوى على مقدار راتبهِ *** وبعضهـا بألوفِ الدرهـم الفـاني

حتّى العدوّ يقول المفتي: سيُّدنا *** ومن يقاومُـه مـن أهلِ خُسـرانِ
أمَّا الجهادُ فجُرمٌ لامراءَ بــهِ! *** إلاّ بإذنِ كبيـرِ الـروم شيطـانِ!
الدين حُرِّف والإسلام نكبـتُه *** من حامل العلـم أضعافًا بأطنـانِ
الغربُ في وطني والشرقُ يشْبهُـه *** الكـلُّ يحكُمُـه ثور بن ثيـرانِ

شارك الخبر

المرئيات-١