أَودُّكِ جاحِظَةَ المُقلَتَينِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَودُّكِ جاحِظَةَ المُقلَتَينِ | وَطيفُ الحمامِ عَلى كُلِّ خَد |
أَودُّكِ غائِبَةً في ضَريحٍ | تَنامينَ في تُربِهِ لِلأَبَد |
وَلا تَعذليني عَلى ما وَددتُ | فَفي ذِمَّةِ الحُبِّ ما قَد أَود |
أَودُّكِ في خاطِر القَبرِ سِرّاً | يردّدُ ذِكراكِ في مَسمَعي |
فَيَهرُبُ مِنكِ العذولُ وَآتي | أُبَلِّلُ خَدَّيكِ من أَدمُعي |
وَأُنزِع من جانِبَيكِ الفُؤادَ | وَأُخبئُهُ في دُجى أَضلُعي |
فَأَبلغُ إِذ ذاكَ قَلبَ الحَبيبِ | وَأُنعِشُهُ بِلَظى زَفرَتي |
وَأَحمِلُ قيثارَتي لِلنَّشيدِ | وَأُلقي عَلى الحُبِّ أُغنِيَّتي |
وَما من سَمير يُصيخُ لِلحني | سِوى البَدرِ في اللَيلِ وَالنِجمَةِ |
أَودُّكِ مَدفونَةً في جِنانٍ | تُضمِّخُها نَفحاتُ الزُهور |
فَيَلعَبُ بِالقُربِ مِنكِ النَسيمُ | وَتنشدُ بِالقُربِ مِنكِ الطُيور |
وَيُلوي التُرابُ يقبِّل فاك | فَكَم في التُرابِ ثَوى مِن ثغور |
وَلكِن وَلكِن أَغارُ عَلَيكِ | مِن التُربِ إِن ودَّ أَن يَلثِما |
فَلا أَرتَضي غَير لثمِك وَحدي | حرامٌ لِغَيريَ ذاكَ اللمى |
فَمن أَجلِهِ قَد ذَرَفتُ الدُموعَ | وَمن أَجلِهِ قَد هَرقتُ الدِما |
لماكِ لماكِ من الجلنّار | وَفيهِ الهَوى قامَ بِالبَيِّنات |
لعلَّ التُرابَ يَضمُّ شَفاهاً | تمنَّت تقبّلُهُ في الحَياة |
فَما بَلَغت حينَذاكَ مراماً | فَتَبلغ ما تَشتَهي في الممات |
لِهذا أَودُّكِ فَوق الوُجود | وَفَوقَ عَناصِرِ هذا الفَلك |
وَروحُكِ هائِمَةٌ كَالسَرابِ | تضمُّ ملاكاً أَتى في الحَلك |
فَأَغتنم اللثمَ مِنها لِأَنّي | أَكونُ وَلا ريبَ ذاكَ الملك |
أَودُّكِ في قَبضَةِ المَوتِ صَرعى | لِأَنَّ حياتَكِ تَقضي عليّ |
وَإِذا ذاكَ أَقضي سَعيداً لِأَنّي | أَكونُ وَصَلتُ إِلى قَلبِ ميّ |