أُرقِدي أُرقِدي فَغَيرُ الرِقادِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُرقِدي أُرقِدي فَغَيرُ الرِقادِ | لَيسَ يَحلو لِأَعيُنِ الأَولادِ |
أَنتِ في المَهدِ مِثلُ زَهرَةِ فَجرٍ | أَنعَشَتها يَدُ النَدى في الوادي |
يا سعاداً هذي عُيونُ العَذارى | باسِماتٌ جَميعُها لسعادِ |
ساكِباتٌ في طُهرِ قَلبكِ نوراً | من سَراجِ النُفوسِ وَالأَكبادِ |
أُرقِدي وَاِحلَمي فحلمُك عَذبٌ | يا سعاداً كَالسَلسَبيل البُرادِ |
وَدَعي أُمَّكِ الحَنونَ تُناغي | كِ بِصَفوِ الحَنينِ وَالإِنشادِ |
يا مَلاكاً ما أَنتَ في المَهدِ إِنسا | ناً كَذاكَ الإِنسانِ عِندَ الرشادِ |
أَنتَ ما زِلتَ في سَريرك روحاً | كَبَّلَتها يَدُ بِقَيدِ الجمادِ |
أَنتَ لا تَعرِفُ العبادَ وَلكِن | قَذفتُك السَماءُ بَينَ العِبادِ |
أَهُناكَ اِقتَرَفتَ ذَنباً فجوزي | تَ بِنَفيٍ في عالَمِ الإَضطهادِ |
يا سعاداً غَداً نَراك فَتاةً | تَسكُبين الهَوى بِكُلِّ فُؤادِ |
وَصبّ الشَبابُ في كَأس جِفنَي | كِ رَحيقَ الجَمالِ لِلوَرّادِ |
فَاِحذَري حينَذاكَ راصِدة الكَأ | سِ فَعين الحَياةِ بِالمِرصادِ |
لا تَخوضي الهَوى فَما هُوَ إِلّا | نَزواتُ الأَرواحِ في الأَجسادِ |
يا سعاداً غَداً تَرينَ قُدوداً | مُسكِراتٍ تُباعُ بَيعَ المَزادِ |
وَعُيوناً لِلحُسنِ تَنفِثُ فيها | حَشَراتُ الأَقذارِ كحلَ الفَسادِ |
حافِظي حافِظي عَلى طهرِ هذا ال | غُصنِ غُصنِ الطُفولَةِ المَيّادِ |
وَدَعيهِ يَنمو فَفيهِ ثِمارٌ | طَيِّباتٌ لكلِّ غرشةِ صادِ |
إِنَّما أَثمارُ الطَهارَةِ تَحيا | من مهودِ الصبا لِيَومِ التنادي |
وَإِذا مَرَّت العشيُّ عَلَيها | فَهيَ مَنثورَةٌ عَلى الأَلحادِ |
أُرقِدي يا سعادُ فَالنَومُ عَذبٌ | لِفُؤادٍ ما ذاقَ طُعمَ السهادِ |
وَاِبسَمي فَالحَياةُ تبسمُ في المَهدِ | وَيَغفو السَلامُ تَحتَ الوِسادِ |