عَينُ مَن هذِهِ الَّتي لا تَنامُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَينُ مَن هذِهِ الَّتي لا تَنامُ | هيَ عَينٌ ضِياؤُها الآثامُ |
آلَمَته ذِكرى فَتاةَ وَفي عَينَيهِ | من أَمسِهِ الأَثيمِ حِطامُ |
وَعلى الشاطىءِ الكَئيبِ قَتامٌ | وَعَلى صُورَ وَحشةٌ وَقَتامُ |
حاوَل النَومَ غير أَن طُيوفاً | جاوَرَت عَينَه وَفيها اِنتِقامُ |
فَنَبا عَن فِراشِهِ كَأَثيمِ | أَيقَظَته من نَومِهِ الأَحلامُ |
إِنَّ عَينَ الأَثيمِ جُرحٌ عَميقٌ | قَذِرُ الجانِبَينِ لا يَلتامُ |
وَتَراءَت لَهُ مَجاري الوادي | كَسَرير يَغيمُ في الأَبعادِ |
فَبَكى ذاكِراً عُذوبَةَ ماضيهِ | وَحبّا مَضى مَعَ الاِورادِ |
قالَ ما حَلَّ بِاللَيالي الخَوالي | كَيفَ عائَت بِها يَدُ الجَلّادِ |
وَتَلَوّى يَصيحُ وَيحَ ضَميري | لَيسَ هذا الجَلّاد إِلّا فُؤادي |
طَرَحتكَ السَماءُ عن قَلبِ غَلواءَ | كَفَرعٍ رِجسٍ من الأَجسادِ |
خائِنَ الحُبِّ ان حُبَّكَ دونٌ | فَاِحتَجَب فيهِ عن عُيون العِبادِ |
ثُمَّ سادَت سَكينَةٌ وَتَوارَت | جُزُرُ النورِ في الفَضاء الرَمادي |
لَم بَرَ الفَجرَ غاسِلاً بضياهُ | هَضابِ المَدينَةِ المَردومَه |
وَقِبابَ الأَبراجِ يوقِظُها النورُ | كَجِنِّ عَلى قُبورٍ قَديمَه |
فَرَّ لَم يَلتَفِت كَشَعبِ سَدومٍ | حينَما أَحرَقَ الإِلهُ سَدومَة |
مُزجَ النورُ بِالدُجى حينَ خَطَّ الفَجرُ | في صَفحَةِ السَماءِ رُسومَه |
كَضَميرِ الأَثيمِ يَشمِلُهُ الصَفحُ | وَتَبقى من وَخزِهِ جُرثومه |
فَأَطَلَّت غَلواءُ من كُوَّةِ الخِدرِ | وَفي نَفسِها شُجونٌ عَظيمَه |
قالَت الفَجرُ شاحِبٌ مِثلُ وَجهي | وَأَليمٌ ساهٍ كَنَفسي الأَليمَه |
أَيُّها العُمرُ كم تَعُدُّ صَباحاً | بَعدُ لي في أَيّامِكَ المَحطومَه |