تفسير: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تفسير: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)♦ الآية: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: التوبة (8).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ كيف ﴾ أَيْ: كيف يكون لهم عهدهم ﴿ و ﴾ حالُهم أنهم ﴿ إن يظهروا عليكم ﴾ يظفروا بكم ويقدروا عليكم ﴿ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ ﴾ لا يحفظوا فيكم ﴿ إلاًّ ولا ذمَّةً ﴾ قرابةً ولا عهداً ﴿ يرضونكم بأفواههم ﴾ يقولون بألسنتهم كلاماً حلواً ﴿ وتأبى قلوبهم ﴾ الوفاء به ﴿ وأكثرهم فاسقون ﴾ غادرون ناقضون للعهد.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ﴾، هَذَا مَرْدُودٌ عَلَى الْآيَةِ الْأُولَى تَقْدِيرُهُ: كَيْفَ يَكُونُ لَهُمْ عهد عند الله وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ، ﴿ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً ﴾، قَالَ الْأَخْفَشُ: كَيْفَ لَا تَقْتُلُونَهُمْ وَهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ، أَيْ: يَظْفَرُوا بِكُمْ، لَا يَرْقُبُوا: لَا يَحْفَظُوا.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: لَا يَنْتَظِرُوا.
وَقَالَ قُطْرُبٌ: لَا يُرَاعُوا فِيكُمْ إِلًّا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ: قَرَابَةً.
وَقَالَ يَمَانُ: رَحِمًا.
وَقَالَ قَتَادَةُ: الْإِلُّ: الْحِلْفُ.
وَقَالَ السُّدِّيُّ: هُوَ الْعَهْدُ.
وَكَذَلِكَ الذِّمَّةُ إِلَّا أَنَّهُ كَرَّرَ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ وَمُجَاهِدٌ: الْإِلُّ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وَكَانَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقْرَأُ: «جَبْرَ إِلِّ» بِالتَّشْدِيدِ، يَعْنِي: عَبْدَ اللَّهِ وَفِي الْخَبَرِ أَنَّ نَاسًا قَدِمُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْ قَوْمِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، فَاسْتَقْرَأَهُمْ أَبُو بَكْرٍ كِتَابَ مُسَيْلِمَةَ فقرأوا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ إِلِّ، أَيْ: مِنَ الله عزّ وجلّ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ قِرَاءَةُ عكرمة: «لا يرقبون في المؤمن إِيلًا» بِالْيَاءِ، يَعْنِي: اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
مِثْلَ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ.
وَلا ذِمَّةً، أَيْ: عَهْدًا.
﴿ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ ﴾، أَيْ: يطيعونكم بِأَلْسِنَتِهِمْ خِلَافَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ، ﴿ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ ﴾، الْإِيمَانَ، ﴿ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ ﴾، فَإِنْ قِيلَ: هَذَا فِي الْمُشْرِكِينَ وَكُلُّهُمْ فَاسِقُونَ، فَكَيْفَ قَالَ: وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ؟ قِيلَ: أَرَادَ بِالْفِسْقِ نَقْضَ العهد هاهنا، وَكَانَ فِي الْمُشْرِكِينَ مَنْ وَفَّى بِعَهْدِهِ وَأَكْثَرُهُمْ نَقَضُوا، فَلِهَذَا قَالَ: وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ.
تفسير القرآن الكريم