الحمدُ لله وصل ربِّ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الحمدُ لله وصل ربِّ | على النبي وآلهِ والصَّحبِ |
وبعدُ فالتأديبُ للأبناءِ | آكدُ واجبٍ على الآباءِ |
من أجل ذا نظمتُ للتنبيهِ | خمساً وأربعين بيتاً فيه |
في نحو ساعتيْن والمولى عَلى | قصدي أعان جلَّ ربي وعلا |
في برِّ والديك بالغْ تغنمْ | لا سيما في العيدِ أو في الموسمْ |
وإن ترْم سرور أمٍ أو أبِ | يوما فكسْبُ العلم خيرُ مكسبِ |
من رام عند الناس طُرّاً أن يُحب | فليلتزم حُسنَ السلوك والأدب |
وأن يكون طيبَ السريره | مهذبَّ الأخلاق زاكي السيره |
من رامَ بين العالم ارتفاعه | فلْيلزم العفةَ والقناعه |
هل ذَلَّ الناس عبدٌ يقنعُ | أو عزَّ سيدٌ لديهم يَطمعُ |
إن رمت أن تشرِّقَ الأولادا | وأن ترى من نَجلك اجتهاداً |
فعدْهُ بالإتحافِ يومَ العيدِ | وقدمْ الوعدَ على الوعيدِ |
يعاقبُ الجاني بما جناه | وذاك في دنياه أو عقباه |
والظلم لا يتركه المولى سُدَى | مآلُ كل ظالمٍ إلى الردى |
من رام أن يكتسبَ اللطافه | عليه طولَ الدهر بالنظافه |
فإنها من شُعب الإيمانِ | تُطلب في الثياب والأبدان |
وشرٌّ أوصافِ الفتى هو الغضبْ | يُفضى إلى ارتكاب ما لا يُرتكبْ |
فياله من خَصلةٍ ذميمه | في تركها مصلحةٌ جَسيمه |
وقوةُ الرأس مع العنادِ | من أقبح الخِصال في الأولاد |
والامتثالُ صفةٌ جليله | للودِّ ليس مثلها وسيله |
مما يُعدُّ من صفات الذم | كتمُ الصغير عن أبٍ وأم |
سراً حقيراً أو جليلاً بل يجبْ | إبداؤه وعنهما لا يُحتجبْ |
يَطلعُ المولى على ما تعمله | بعلمه لكنه قد يمهله |
ففُزْ بفعل صالح الأعمالِ | تحز صلاح الحال والمآل |
من يعصِ والديه ضلَّ وندمْ | وساءَ حاله وللرشد عَدمْ |
وضاعَ سعيُه وخاب أمله | ما لم يَتُب فلا يضيح عمله |
وعفةُ الشريف عندَ الفقرِ | وصبرُه لعسره مع شكر |
خيرُ فضيلة عليها يُحمد | يعقبها اليسْرُ ويبقى السؤُدد |
والولد الصالحُ عند الأهل | يُحبّ بل يُكرم عند الكل |
يمتاز عن أقرانه في المكتبِ | تشمله بركةُ المؤدب |
فضلُ البنات الشغلُ والتطريزُ | من حوتْ علماً به تفورُ |
في سائر الأحوال والاحتشامْ | من جنسهن والحيا يُرام |
الرفقُ بالفقير والضعيف | من حُسن أخلاق الفتى الشريف |
وخرفُ ربِّ العرشِ والمراقبه | أمنٌ من الشر وسُوءٍ العاقبه |
من رام نظمه بسلك السُّعَدا | فلْيُسِعدْ الناسَ ليبقى مُسعدا |
يُحبُّ مثلَ ما له لغيره | يُعطى أخاه جانباً من خيره |
يَحسُنُ حفظُ اللوح الصغير | على مرار بل وللكبير |
يرسخُ في الذهن وليس يُمحا | جرِّبه بالتقسيم واقبل نصحا |
الكبرُ ناشيءٌ عن الحماقه | وما لعاقلٍ عليه طاقه |
يبغضُ كلُّ الناس ربَّ الكبرِ | وبالرفيع والوضيع يُزرى |
تَستحسنُ الطباعُ وَصفَ الأدبِ | وأحسنُ الآداب آدابُ النبي |
وما سِوى أخلاقه فباطلُ | ومن تحلّى بسواها عاطلُ |
ولا يليقُ من غلامٍ الطاعه | خروجُ رأيه عن الجماعه |
ففي اجتماع الكلمةِ السلامه | بها يُتَممُ الفتى مَرامه |
والحمدُ لله وصلى اللهُ | على النبي وكلِّ مَنْ والاه |