لوي مكنيس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتى نعيه اليوم جاب الديار | و جاب المحيطات حتى أتاني | فلم تجر بالأدمع المقلتان | فقد غاغلت من دمي في القرار | أبي مات لم أبك حزنا عليه | و إن جن قلبي | من الهم و انهد شوقا إليه | نعته إلينا مجله | نهاة مقال حزين | نعته لنا آدميا مؤله | سماواته الشعر يصرخ بالغافلين | و أحسست بالشوق ( المدمنين | إلى جرعة من طلى ظامئين | إلى شعره | لأحرق قربان وجد و حب | فؤادي في جمرة | و لكن ديوانه | دفينا غدا بين أكداس كتب | تلص العناكب ألوانه | و يقرأه الصمت للآخرين | و من لي بإخراج كنز دفين | تهاوى عليه الحجار | كسيح أنا اليوم كالميتين | أنادي فتعوي ذئاب الصدى في القفار | كسيح | كسيح و ما من مسيح | و تقرع للصدى في الضباب | أمن بعد عشرين مثل الحراب | يمزقن جنبي مثل النضال | ارجى ادكارا لأبياته | وهل يتذكر طفل ملامح أمواته | وقد بعثرتها صروف الليالي | و بين المحبين زوجين عادا | يدحرج شاي الصباح | صحارى يضيع الصدى في دجاها الفساح | و عند المساء تقوم الجريدة | جدارا يدقانه بالأكف الوحيدة | فتضحك إذ يضربان الرياح | و ما بين زوجي و بيني خواء | فليت الصحارى و ليت الجدار | توحد ما بين زوجي و بيني ببرد الشتاء | وصمت الحجار | و يا ليتي مت إن السعيد | من اطرح العبء عن ظهره | وسار إلى قبره | ليولد في موته من جديد | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .