ليعو سربروس في الدروب |
في بابل الحزينة المهدمة |
و يملأ الفضاء زمزمه |
يمزق الصغار بالنيوب يقضم العظام |
و يشرب القلوب |
عيناه نيزكان في الظلام |
و شدقه الرهيب موجتان من مدى |
تخبئ الردى |
أشداقه الرهيبة الثلاثة احتراق |
يؤجّ في العراق |
ليعو سربروس في الدروب |
و ينبش التراب عن إلهنا الدفين |
تموزنا الطعين |
يأكله يمص عينيه إلى القرار |
يقصم صلبه القوي يحطم الجرار |
بين يديه ينثر الورود و الشقيق |
أواه لو يفيق |
إلهنا الفتيّ لو يبرعم الحقول |
لو ينثر البيادر النضار في السهول |
لو ينتضي الحسام لو يفجر الرعود و البروق و المطر |
و يطلق السيول من يديه آه لو يؤوب |
لحافنا التراب فوقه من القمر |
دم و من نهود نسوة العراق طين |
و نحن إذ نبضّ من مغاور السنين |
نرى العراق يسأل الصغار في قراه |
ما القمح ما الثمر |
ما الماء ما المهود ما الإله ما البشر |
فكل مانراه |
دم يتر أو حبال فيه أو حفر |
أكانت الحياة |
أحب أن تعاش و الصغار آمنين |
أكانت الحقول تزهر |
أكانت السماء تمطر |
أكانت النساء و الرجال مؤمنين |
بأنّ في السماء قوة تدبر |
تحسّ تسمع الشكاة تبصر |
ترقّ ترحم الضّعاف تغفرالذنوب |
أكانت القلوب |
أرق و النفوس بالصفاء تقطر |
و أقبلت إلهة الحصاد |
رفيقة الزهور و المياه و الطيوب |
عشتار ربّة الشمال و الجنوب |
تسير في السهول و الوهاد |
تسير في الدروب |
تلقط منها لحم تموز إذا انتثر |
تلمه في سله كأنه الثمر |
لكنّ سربروس بابل الجحيم |
يحب في الدروب خلفها و يركض |
يمزق النعال في أقدامها يعضعض |
سيقانها اللدان ينهش اليدين أو يمزّق الرداء |
يلوث الوشاح بالدم القديم |
يمزج الدم الجديد بالعواء |
ليعو سربروس في الدروب |
لينهش الألهة الحزينة الألهة المروّعة |
فإن من دمائها ستخضب الحبوب |
سينبت الإله فالشرائح الموزّعة |
تجمعت تململت سيولد الضياء |
من رحم ينزّ بالدماء |