ثعلب الموت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كم يمضّ الفؤاد أن يصبح الإنسان صيدا لرمية الصياد | مثل أيّ الظباء أيّ العصافير ضعيفا | قابعا في ارتعادة الخوف يختضّ ارتياعا لأن ظلا مخفيا | يرتمي ثمّ يرتمي في اتّئاد | ثعلب الموت فارس الموت عزرائيل يدنو و يشحذ | النصل . أه | منه آه يصكّ أسنانه الجوعى و يرنو مهددا يا إلهي | ليت أن الحياة كانت فناء | قبل هذا الفناء هذي النهاية | ليت هذا الختام كان ابتداء | واعذاباه إذ ترى أعين الأطفال هذا المهدد المستبيحا | صابغا بالدماء كفّيه في عينيه نار و بين فكيه نار | كم تلوّت أكفّهم و استجاروا | و هو يدنو كأنه احتثّ ريحا | مستبيحا | مستبيحا مهدّدا مستبيحا | من رآها دجاجة الريف إذ يمسي عليها المساء في بستانه | حين ينسل نحوها الثعلب الفرّاس يا للصريف من أسنانه | و هي تختص شلّها الرعب أبقاها بحيث الردى | كأنّ الدروب | استلّها مارد كأنّ النيوبا | سور بغداد موصد الباب لا منجى لديه و لا خلاص ينال | هكذا نحن حينما يقبل الصياد عزريل | رجفة فاغتيال | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .