و ما من عادتي نكران ماضي الذي كانا |
و لكن كل ممن أحببت قلبك ما أحبوني |
و لا عطفوا علي عشقت سبعا كن أحيانا |
ترف شعورهن علي تحملني إلى الصين |
سفائن من عطور نهودهن أغوص في بحر من الأوهام و الوجد |
فالتقط المحار أظن فيه الدر ثم تظلني وحدي |
جدائل نخلة فرعاء |
فابحث بين أكوام المحار لعل لؤلؤة ستبزغ منه كالنجمه |
و إذ تدمى يداي و تترع الأظفار عنها لا يتر هناك غير الماء |
و غير الطين من صدف المحار فتقطر البسمة |
على ثغري دموعا من قرار القلب تنبثق |
لأن جميع من أحببت قلبك ما أحبوني |
و أجلسهن في شرف الخيال و تكشف الحرق |
ظلالا عن ملامحهن آه فتلك باعتني بمأفون |
لأجل المال ثم صحا فطلقها و خلاها |
و تلك لأنها في العمر أكبر أم لأن الحسن أغراها |
بأني غير كفء خلفتني كما شرب الندى ورق |
و فتح برعم مثلتها و شممت رياها |
و أمس رأيتها في موقف للباص تنظر |
فباعدت الخطى و نأيت عنها لا أريد القرب منها |
هذه الشمطاء |
لها الويلات ثم عرفتها أحسبت أن الحسن ينتصر |
على زمن تحطم سور بابل منه و العنقاء |
رماد منه لا يذكيه بعث فهو يستعر |
و تلك كأن في غمازتيها يفتح السحر |
عيون الفل و اللبلاب عافتني إلى قصر و سيارة |
إلى زوج تغير منه حال فهو في الحارة |
فقير يقرأ الصحف القديمة عند باب الدار في استحياء |
يحدثها عن الأمس الذي و لى فيأكل قلبها الضجر |
و تلك و زوجها عبدا مظاهر ليلها سهر |
و خمر أو قمار ثم يوصد صبحها الإفاء |
عن النهر المكرر للشراع يرف تحت الشمس و الأنداء |
و تلك و تلك شاعرتي التي كانت لي الدنيا و ما فيها |
شربت الشعر من أحداقها و نعست في أفياء |
تنشرها قصائدها علي فكل ماضيها |
و كل شبابها كان انتظار لي على شط يهوم فوقه القمر |
و تنعس في حماه الطير رش نعاسها المطر |
فنبهها فطارت تملأ الآفاق بالأصداء ناعسة |
تؤج النور مرتعشا قوادمها و تخفق في خوافيها |
ظلال الليل أين أصيلنا الصيفي في جيكور |
و سار بنا يوسوس زورق في مائة البلور |
و أقرأ و هي تصغي و الربى و النخل و الأعناب تحلم في دواليها |
تفرقت الدروب بنا نسير لغير ما رجعة |
و غيبها ظلام السجن تؤنس ليلها شمعة |
فتذكرني و تبكي غير أني لست أبكيها |
كفرت بأمة الصحراء |
ووحي الأنبياء على ثراها في مغاور مكة أو عند واديها |
و آخرهن |
آه زوجتي قدري أكان الداء |
ليقعدني كأني ميت سكران لولاها |
و هأنا كل من أحببت قبلك ما أحبوني |
و أنت لعله الإشفاق |
لست لأعذر الله |
إذا ما كان عطف منه لا الحب الذي خلاه يسقيني |
كؤوسا من نعيم |
آه هاتي الحب رويني |
به نامي على صدري أنيميني |
على نهديك أواها |
من الحرق التي رضعت فؤادي ثمة افترست شراييني |
أحبيني |
لأني كل من أحببت قبلك لم يحبوني |