أسمعه يبكي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أسمعه يبكي يناديني | في ليلي المستوحد القارس | يدعو أبي كيف تخلّيني | وحدي بلا حارس | غيلان لم أهجرك عن قصد | الداء يا غيلان أقصاني | إني لأبكي مثلما أنت تبكي في الدجى وحدي | ويستثير الليل أحزاني | فكلما مرّ نهار و جاء | ليل من البرد | ألفيتني أحسب ما ظلّ في جيبي من النقد | أيشتري هذا القليل الشفاء ؟ | سأطرق الباب على الموت في دهليز مستشفى | في البرد و الظلماء و الصمت | سأطرق الباب على الموت | في برهة طال انتظاري بها في معبر من دماء | و أرسل الطرفا | فلا أرى إلا الدجى و الخواء | يا ويلتي إن يفتح الباب | فأبصر الأموات من فرجته | يدعونني مالك ترتاب | بالموت ؟في هجعته | ما يعدل الدنيا و ما فيها | دفء نعاس خدر و ارتخاء | أوشك أن أعبر في برزخ من جامدات الدماء | تمتدّ نحوي كفّها كف أمي بين أهليها | لا مال في الموت و لا فيه داء | ثم تسدّ الباب كفّ الطبيب | تجرح في جسمي | و هاتفا باسمي | أسمع صوتا ناعسا قد أجيب | فيهزم الموت على صوتي | وربما استسلمت للموت . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .