صياح البط البري
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
و ذرّى سكون الصباح الطويل | هتافٌ من الديكِ لا يصدأُ | وهزّ الصدى سعفات النخيل | وأشرق شباكنا المطفأ . | هتافٌ سمعناهُ منذ الصغر | سمعناهُ حتى نموت | يمرُّ على عتباتِ البيوت | فيرسم أبوابها و الحُجَر | ولا يهدأُ | إلى أن تسير الحقول | إلينا فنقطف منها الثمر | وعند الضحى و انسكاب السماء | على الطينِ و العشبة اليابسة، | يشقُّ إلينا غصون الهواء | صياحٌ ، بكاءٌ ، غناءٌ ، نداء | يبشر شطآننا اليائسة | بأن المطر | على مهمه الريح مدّ القلوع | هو البطُّ .. فلتهنأي يا شموع | بموتٍ بهِ تعرفين الحياة | بهِ تعرفين ابتسامَ الدموع : | نذوراً تذوبين ، للأولياء . | صياحٌ .. كأن الصياح | ينشّل مما انطوى من رياح ، | سهولا وراء السهول | أزاهيرها في الدجى من نباح | وعند النهار حزاما لقاح | وختمية ما لها من ذبول | ينشّر في شاطئ مشمس | من القي الكثّ غاب له عذبات تطول. | صياح كأجراس ماء .. | كأجراس حقلٍ من النرجس | يدندن و الشمس تصغي، يقول | بأن المطر | سيهطل قبل انطواء الجناح | وقبل انتهاء السفر … | 18 - 3 - 1962 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .