من خلل الدخان من سيكاره |
من خلل الدخان |
من قدح الشاي وقد نشر وهو يلتوي ازاره |
ليحجب الزمان والمكان |
حدثنا جد أبي فقال يا صغار |
مقامرا كنت مع الزمان |
نقودي الأسماك لا الفضة والنضار |
والورق الشباك والوهار |
وكنت ذات ليله |
كأنما السماء فيها صدا وقار |
أصيد في الرميله |
في خورها العميق أسمع المحار |
موسوسا كأنما يبوح للحصى وللقفار |
بموطن اللؤلؤة الفريده |
فأرهف السمع لعلي أسمع الحوار |
وكان من ندى الخريففي الدجى بروده |
تدب منها رعشة في جسدي فأسحب الدثار |
وانفرج الغيم فلاحت نجمة وحيده |
ذكرت منها نجمتي البعيده |
تنام فوق سطحها وتسمع الجرار |
تنضح يا وقع حوافر على الدروب |
في عالم النعاس ذاك عنتر يجوب |
دجى الصحارى ان حي عبلة المزار |
فسرت والسماء وجهتي ولا دليل |
أرقب نجمها الوحيد والشعاع |
يخفت أو يؤج مانعا ومانحا وكالشراع |
ترفع أو تحطه الرياح في الصراع |
أسرت ألف خطوة أسرت ألف ميل |
لم أدر الا أنني أمالمني السحر |
الى جدار قلعة بيضاء من حجر |
كأنما الأقمار منذ ألف عام |
كانت له الطلاء |
كأنما النجوم في المساء |
سلن عليه ثم فاض حوله الظلام |
وسرت حول سورها الطويل |
أعد بالخطى مداه مثل سندباد |
يسير حول بيضة الرخ ولا يكاد |
يعود حيث ابتدأ |
حتى تغيب الشمس غشى نورها سواد |
حتى اذا ما رفع الطرف رأى وما رأى |
حتى بلغت في الجدار موضع العماد |
تقوم فيه كالدجى بوابة رهيبه |
غلفها الحديد مد حولها نحيبه |
أراه بالعيون لا تحسه المسامع |
وقفت عندها أدق |
يا صدى أراجع |
أنت من المقابر الغريبه |
أحس في الصدى |
برودة الردى |
أشم فيه غفن الزمان والعوالم العجيبه |
من ارم وعاد |
وحين كل ساعدي |
وملني الوقوف في الظلام |
كناسك كعابد |
يرفضه الاله في معبده يظل لا ينام |
ولا يريد الماء والطعام |
يصيح كن على الهوى مساعدي |
يا رافع السماء يا موزع الغمام |
جلست عند بابها كسائل ذليل |
جلست أسمع الصدى كأنه العويل |
يلهث خلف حائط من حجر ثقيل |
كان بين دقة ودقة يمر ألف عام |
وما أجاب العدم الخواء |
وحين أوشك الصباح يهمس الضياء |
نعست نمت واستفقت مر ألف جيل |
الشمس والفلاه |
والغيم والسماء |
وكل ما أراه |
هنالك حيث كان سورها المياه |
تشع في الخليج |
وقال جدنا ولج في النشيج |
ولن أراها بعد ان عمري انقضى |
وليس يرجع الزمان ما مضى |
سوف أراها فيكم فأنتم الأريج |
بعد ذبول زهرتي فان رأى ارم |
واحدكم فليطرق الباب ولا ينم |
ارم |
في خاطري من ذكرها ألم |
حلم صباي ضاع آه ضاع حين تم |
وعمري انقضى |