ذكرى لقاء
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قد انتصف الليل فاطو الكتاب | عن الريح والشمعة الخابية |
فعيناك لا تقرآن السطور | ولكنها العلة الواهية |
فأنت ترى مقلتيها هناك | وذكرى من الليلة الماضية |
فتطوي على ركبتيك الكتاب | وترنو إلى الأنجم النائية |
** | |
هنا أنت بين الضياء الضئيل | وبين الدجى في الفضاء الرحيب |
وكم من مصابيح تفنى هناك | تنير الثرى والفراغ الرهيب |
** | |
مصابيح كانت تذوب | |
وتنحل في شعرها: | |
خطانا ولون الغروب | |
وما ضاع من عطرها | |
وتلقي على ذكريات الشتاء | ستاراً من الأدمع الراجفة |
فتخبو مصابيحهن البعاد | بطيئاً كما تبرد العاطفة |
كما افترقت يوم حان الرحيل | يد صافحتها يد واجفة |
كرجع الخطى في الطريق البعيد | كما انحلت الرغبة الخائفة |
** | |
وتصغي ولا شيء إلا السكون | وإلا خطى الحارس المتعب |
وإلا ارتعاش الضياء الضئيل | وخفق الظلال على المكتب |
** | |
وأسفارك البالية | |
كأشباح موتى تسير | |
حيارى إلى الهاوية | |
وحلم ادكار قصير | |
** | |
وتنساب مثل الشراع الكئيب | وراء الدجى روحك الشاردة |
ترى وجهها كالتماع النجوم | وتطويه عنك اليد الماردة |
إلى أن يذوب الضباب الثقيل | وتنهار ألوانه الجامدة |
فها أنت ذا تستعيد اللقاء | كما عادت الجثة الباردة |
** | |
وتمتد يمناك نحو الكتاب | كمن ينشد السلوة الضائعة |
فتبكي مع العبقري المريض | وقد خاطب النجمة الساطعة |
** | |
تمنيت يا كوكب | |
ثباتا كهذا أنام | |
على صدرها في الظلام | |
وافني كما تغرب | |
ويغشى رؤاك الضياء القديم | بطيئاً كما سارت القافلة |
ترى الباب مثل انعكاس المغيب | على صفحة الجدول الناحلة |
ويغشى رؤاك الضياء القديم | ينير لك الغرفة الآفلة |
ويغشى رؤاك الضياء القديم | فيا لانتفاضتك الهائلة! |
** | |
ترى الباب ألقى عليه الأصيل | ظلالاً من الكرمة العارية |
فما كان غير اعتناق طويل | عصرنا به القوة الباقية |
** | |
وألقيت عبء السنين | |
ورأسي على صدرها | |
فشدت عليه اليمين | |
وأدنته من ثغرها | |
** | |
وأيقنت أن الحياة الحياة | بغير الهوى قصة فاترة |
وإني بغير التي ألهبت | خيالي بأنفاسها العاطرة |
شريد يشق ازدحام الرجال | وتخنقه الأعين الساخرة |