لارفعن للسما احتجاجي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جاء الشّتاء جيئة المفاجي | كأنّما قد كان في الرّتاج | فجمد السائل في الزجاج | واكتست الأرض بمثل العاج | فامتنع المرعى على النّعاج | وامتنع الحبّ على الدّجاج | وامتنع الّسير على النّواحي | ربّ جواد لاحق هملاج | معود الإلجام والإسراج | والوخد والذّميل والإهماج | أصبح مثل العرق في اختلاج | متعرجا في غير ذي انعراج | لو هاجه الرّاكب بالكرباج | لما مشى به سوى اعوجاج | لولا الجليد طار بالمهتاج | مثل البراق بفتى المعراج | وحطّه والشّمس في الأبراج | لكنّه منه على الزّجاج | وأمسك النّاس عن اللجاج | أما ترى نداءهم تناجي | كأنّما الجموع في الملاجي | على ((منى)) مواكب الحجّاج | ورغب المثري عن الدّيباج | إلى اللّباس الخشن النّساج | وكان أن جيء له يالتّاج | أعرض عنه وارم الأوداج | وانقبض النّهر عن الهياج | وكان مثل الزّاخر العجّاج | يصارع الأمواج بالأمواج | يا مسبح الإوز والدّرّاج | كيف غدوت موطىء الأحداج | ومعبر الخلق إلى الخراج | مالي والصّبح على انبلاج | أخبط كالعشواء في الدّياجي | إذا أردت السّير في منهاجي | طال عثاري فيه وانزلاجي | كأنّني أمشي على زجاج | محتذيا بالزّئبق الرّجراج | خيّل لي ، لشدّة ارتجاجي | أنّ دمي يرتج في أوشاجي | أرى الدّنى ضيّقة الفجاج | ولم تضق ، لكنّما احتياجي | إلى طريق واضح الشّجاج | أسلك فيه غير ما انزعاج | وحاجتي بالكوكب الوّهاج | كحاجة الأعمى الى سراج! | إنّ لجّ هذا القرّ في إحراجي | لأرفعنّ للسّما احتجاجي! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إيليا أبو ماضي) .