بنت سورية
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليس يدري الهم غير المبتلي | طال جنح اللّيل أو لم يطل |
ما لهذا النّجم مثلي في الثّرى | طائر النّوم شديد الوجل |
أتراه يتّقي طارئة | أم به أني غريب المنزل؟ |
كلّما طالعت خطبا جللا | جاءني الدّهر بخطب جلل |
أشتكى اللّيل ولو ودعتّه | بتّ من همّي بليل أليل |
يا بنات الأفق ما للصّبّ من | مسعد في النّاس ؛ هل فيكنّ لي؟ |
لا عرفتنّ الرّزايا إنّها | شيّبت رأسي ولم أكتهل |
سهدت سهدي الدّراري إنّما | شدّ ما بين المعنّى والخلي |
ليت شعري ما الذي أعجبها | فهي لا تنفكّ ترنو من عل |
أنا لا أغطبها خالدة | ولقد أحسدها لم تعقل |
كلّما راجعت أحلام الصبى | قلت يا ليت الصبى لم يزل!.. |
أيّها القلب الذي في أضلعي | إنّما اللّذّة جهلا فاجهل |
تجمل((الرّقة)) في العضب فإن | كنت تهواها فكن كالمنصل |
هي في الغيد الغواني قوة | وهي ضعف في الفؤادالرّجل |
لا يغرّ الحسن ذا الحسن فقد | يصرع البلبل صوت البلبل |
تقتل الشاة ولا ذنب لها | هي ، لولا ضعفها ، لم تقتل |
إن نكن في الوحش كن الثّرى | أو تكن في الطّير كن كالأجدل |
أو تكن في النّاس كن أفواهم | ليست العياء حظّ الوكّل! |
ما لقومي لا وهى حبلهم | قنعوا من دوهرهم بالوشل |
أنا من أمرهم في شغل | وهم عن أمرهم في شغل |
كلّما فكرت في حاضرنا | عافني اليأس عن المستقبل |
نحن في الجهل عبيد للهوى | ومع العلم عبيد الدّول |
نعشق الشّمس ونخشى حرّها | ما صعدنا وهي لما تنزل |
قد مشى الغرب على هام السّهى | ومشينا في الحضيض الأفسل |
سجّل العار علينا معشر | سجّلوا المرأة بين الهمل |
فهي إمّا سلعة حاملة | سلعا أو آلة في معمل |
أرسلوا تزرع الأرض خطا | وتباري كلّ بيت مثل |
تتهاداها الموامي والرّبى | فهي كالدّينار بين الأنمل |
لا تبالي القيظ يشوي حرّه | لا، ولا تحذر برد الشّمأل |
ولها في كلّ باب وقفة | كأمرىء القيس حيال الطلل |
تتّقي قول ((اغربي)) خشيتها | قوله القائل ((يا هذي ادخلي)) |
فهي كالعصفور وافى صاديا | فرأى الصيّاد عند المنهل |
كامنا ، فانصاع يدنيه الظّما | ثمّ يقصيه اتّقاء الأجل |
ولكم طافت به آملة | وانثنت تقطع خيط الأمل |
ولكم مدّت إلى الرفد يدا | خلقت في مثلها للقبل |
ما بها ؟ لا كان شرا ما بها | ما لها من أمرها في خبل؟ |
سائلوها أو سلوا عن حالها، | إن جهلتم، كلّ طفل محول |
في سبيل المال أو عشّاقه | تكدح المرأة كدح الابل |
ما تراها وهي لا حول لها | تحت عبء فادح كالجبل |
شدّت الأمراس في ساعدها | من رأى الأمراس حول الجدول؟ |
جشّمةها كلّ أمر معضل | وهي لم تخلق لغير المنزل |
فإذا فارقت الدّار ضحى | لم تعد إلاّ قبيل الطفل |
ألفت ما عوّدوها مثلما | تألف الظّبية طعم الحنظل! |
بنت سوريّا التي أبكي بها | همّة اللّيث وروح الحمل |
ما أطاعوا فيك أحكام النّهى | لا ولا قول الكتاب المنزل |
قد أضاعوك وما ضيّعتهم | فإضاعوا كلّ أم مشبل |