اندونيسيا المجاهدة...
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِ | فالحربُ أمُّكِ والكفاحُ ابوكِ |
ولديكِ تاريخٌ على صَفَحاتِه | أرَجٌ يضُوعُ من الدم المسفوك |
وكأنَّ من ألَقِ الضُحى ورفيفِه | نُوراً يُشِعُّ عليه من واديك |
يا " بنتَ " ثانيةِ الجنان بما اشتَهتْ | نَفْسٌ ، وما رَمَتِ الطبيعةُ فيك |
وبما تسيلُ ظهورُها وبطونُها | بالتِبْرِ من متذوِّبٍ وسَبيك |
بالحاشِد الملتَفِّ منك إذا دَجى | والضاحكِ العُريانِ من " ضاحيك " |
فاءت على المستعمرينَ ظلالُها | وعلى مليكاتٍ لهم ومُلوك |
يا بنتَ ذاك و " أمَّ " كلِّ مغرِّف | في بُؤسه ومُجوَّعٍ صُعلوك |
يا أمَّ كلِّ مُشرَّدٍ عن أهله | وُهِبَ الجنانَ وعاش كالمملوك |
بمن " الجهادُ " يَليق ان لم ينتظِمْ | تاجاً تَليق به رؤوسُ ذَويك |
في كل قَبر من قُبورك طائفٌ | يمشي إليك ، وصارخٌ يدعوك |
ليشُُدَّ حاضرَك المضمَّخَ بالدِما | بالموَجعِ الأسيانِ من ماضيك |
ومن الطبيعةِ عن بنيكِ مُدافعٌ | أن يأخذوا منك الذي تُعطيك |
تأبى المروءةُ ان تُزقَّي غيرَهم | اذ يُحرَمون مُجاجةً من فيك |
يا " اندنوسُ " ! وفي الخلائقِ شركة | لاشيءَ غير الله دونَ شريك |
اصلَوْكِ ما الشرقُ اصطَلى بجحيمهِ | وبميسَم من ذُلِّه وَسَموك |
وسَقَوك من كأسٍ سُقينا مثلَها | ولقد يكون ارقَّ من يسقيك |
وكذاك أنتِ وقد تمخَّضَ نقمةً | تتمخضِّينَ على القَنا المَشبوك |