جناية الأماني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فتنة الناس وقينا الفتنا | باطل الحمد ومكذوب الثنا |
جلبت لي الهم والهمُّ عنا | آه ما أروحنى لولا المنى |
آه ما أخيبني من غارس | شجر الآمال لكن ما جنى |
كلما حدِّثت عن نجم بدا | حدثتني النفس أن ذاك أنا |
أمل أخشى عليه زمني | فلو استطعت أطلت الزمنا |
لا تذكرني الهنا يشجو الحشا | ذكره إني ألفت الشَّجنا |
إنما أشكو حياة كلُّها | تبعات كنت عنها في غنى |
لا تخله في هناء ظاهر | كلُّ من في الأرض لا يدري الهنا |
غرّد الطير فقالوا : مسعد | ربَّ نوح خاله الغرُّ غنا |
وانثنى الغصن ولولا أنه | حامل ما لم يطقه ما أنثنى |
أترى الانجم طرّاً تشتكي | ذا أم الآلام خصت نجمنا ؟ |
بات يرعى الشُّهب مضنى جالباً | سهراً راق له وهو ضنى |
أترى اسجليت منها غامضاً | أنت يا من بالدراري افتتنا |
آه ما أبهاك يا ليل على | ظلمة فيك وما أجلى سنا ! |
أترى مرتهناً بات بك البدر | أم بتَّ به مرتهنا |
قمن أنت ذا لم تهوه | فبه سرُّك أضحى علنا |
كم فؤاد فيك مطوي على | حرق من غير ما ذنب جنى |
ومعنًّى أزعج الشُّهب له | حر أنفاس فرادى وثنى |
فعلى الرفق فما أبقى الأسى | أملا يجدي على الرفق بنا |
أنا حَّملتك يا طير الأسى | أنا ، حتى عدت منه ألكنا |
تلك أثقال المنى شاطرتني | حملها أنت فأسديك الثَّنا |
أنت مثلي شاعر معتزل | فتغنى كي تميل الغصنا |
أنت لا تطلب ما لا ينبغي | فدع الألقاب عنّا والكنى |
أنت يا آمال قد عاهدتني | بالوفا لا لا تخوني عهدنا |
غنّني باسم عراقي تشجني | واترك الشَّام وخلِّ اليمنا |
لا أرى لي بدلا عنه وقد | عذب الورد وطاب المجتنى |
أترى يغنيك عنه وطن | أنت يا من خان هذا الوطنا |
لم تبع شعبك لو أنصفته | فمن الشَّعب قبضت الثّمنا |
خلَّف المجد لنا من سلفوا | افيخزي عارنا من بعدنا |