المازني وداغر..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
"رفائيلُ " دارُك قد أشَرقَتْ | بأسعدَ داغرَ والمازِني |
ففَذٌّ يناضلُ عن أمةٍ | وفَذٌّ لآدابها حاضِن |
وإني لمستأذنٌ أسعداً | بما قد يشِقُّ على الآذِن |
اذا ما خَصَصْتُ فتى مازنٍ | بضربٍ من الكَلِمِ الفاتِن |
فإنّ السياسةَ قد حَجَّبتْ | فتى مصرَ بالبرقُعِ الداكِن |
وطبعُ السياسيِّ جمُّ الغُموض | فلا بالصريح ولا الداهن |
أأسعدُ إنَّ حديثي إليكَ | حديثُ مقيمٍ إلى ظاعِن |
حديثُ أخٍ لك مستأنسٍ | للطفِ مسامِره راكن |
أخاف السياسةَ خوفَ اللديغ | من أرقمٍ نافخٍ شاحِن |
وما زال جدعٌ بليغُ الوضوح | منها يَلوحُ على مارني |
فقبلَك طاوعتُ من أهلِها | صديقاً إلى مَصرَعي قادني |
أرانيَ مظهرَ ذي نخوةٍ | كفيلٍ بما أرتجي ضامن |
وأسلَمَني عند جِدِّ الخطوبِ | كأني قلتُ له عادِني |
فما كنتُ بالمصطفي وُدَّه | ولا كنتُ للنفس بالصائِن |
وها أنا أرزحُ في كَلكَلً | مُنيخٍ على نَفسَي رائِن |
فعُذراً فما أنا إذ أتّقي | رجالَ السياسة بالمائن |
غموضُ السياسة يبدو عليك | في مظهر الهادئ الساكن |
على حينَ قد وَضَح المازني | وضوحَ السماوات للكاهن |
نظرتُ بعينيكَ إذ يشرُدان | ووجهِك ذي الدَعَة الآمِن |
فأنكرت قولك : ما صاغَنى | قبيحاً سوى عبثِ الماجن |
وطالعتُ آثارَك الناطقاتِ | بما فيك من جوهرٍ كامِن |
وظاهِر لفظٍ رقيقِ الروُاءِ | لطيفٍ يَدُلّ على الباطن |
لقد شبَّه العُربُ حسنَ البيانِ | والشعر في الزمنِ البائِن |
يَرْدِ النَمير وصَفو الغديرِ | يمرَان بالعاطشِ الساخِن |
وأحسِنْ بتشبيه قومٍ بُداة | تعيش على طرق آسن |
فحاولت تشبيهها بالجديدِ | يُؤخَذُ من وضعنا الراهن |
بكأسٍ تَرُدّ شرورَ الجمام | لذي سَفرٍ مُتعَبٍ واهن |
وذائبِ زَهرٍ على سَلْسَلٍ | يصبُّ على رَهَلٍ بادِن |