طرطرا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أيْ طرطرا تطرطري | تقدَّمي تأخَّري |
تَشيَّعي تسنَّني | تَهوَّدي تَنصَّري |
تكرَّدي تَعرَّبي | تهاتري بالعُنصرِ |
تَعمَّمي تَبَرنطي | تعقَّلي تسدَّري |
كوني – اذا رُمتِ العُلى - | من قُبُلٍ او دُبُرِ |
صالحةً كصالحٍ | عامرةً كالعُمري |
وأنتِ إنْ لم تَجِدي | أباً حميدَ الأثَر |
ومفَخَراً من الجُدودِ | طيَّب المُنحدرَ |
ولم تَرَي في النَفْس ما | يُغنيكِ ان تفتخري |
شأنُ عِصامٍ قد كفَتْه | النفسُ شَرَّ مفْخَر |
فالتَمِسي أباً سِواهُ | أشِراً ذا بَطَر |
طُوفي على الأعرابِ من | بادٍ ومن محتَضِر |
والتَمِسي منهم جدوداً | جُدُداً وزَوِّري |
تزَّيِدي تزبَّدي | تعنَّزي تَشمَّري |
في زَمَنِ الذَرِّ إلى | بَداوةٍ تَقَهْقَري |
تَقَلَّبي تَقَلُّبَ الدهرِ | بشتّى الغِيَر |
تصرَّفي كما تشائينَ | ولا تعتَذري |
لمن؟!! أللناسِ ؟!! وهم | حُثالةٌ في سَقَر |
عبيدُ أُجدادِك من | رِقًّ ومن مُستَأجَر |
أمْ للقوانين وما | جاءَتْ بغَير الهَذَر |
تأمرُ بالمعروف والمنكَر | فوقَ المِنبَر |
شيء أبى المعروفِ في | شَويِّ امُّ المنكر |
أمْ للضميرِ والضميرُ | صُنْعُ هذا البَشَر؟! |
تَعِلَّةٌ لصائمٍ | فَطيرةٌ لمُفطِرِ |
لمن؟!! اللتأريخ ؟!!وهو | وفي يَدِ المُحَبِّر |
مُسخَّرٌ طَوْعَ بنانِ | الحاكم المُستَحِر |
بدَرْهَمٍ تُقَلِّبُ الحالَ | يَدُ المُحرِّر |
قد تَقرأُ الاجيالَ في | دُفَةِ هذا المحضَر |
عن مِثْلِ هذا العَصْر أن | قد كان زينَ الاعصُر |
وأنَّه من ذَهَبٍ | وأنّه من جَوهر |
أم للمقاييس اقتضاهنَّ | اختلافُ النَظَر؟ |
إنَّ أخَا طَرْطَرَ من | كلِّ المقاييس بَري |
أي طرطرا إن كانَ شَعبٌ | جاع او خُلقٌ عَري |
او أجْمَعَ الستُ الملايينُ | على التذمُّر |
او حَكمَ النساءُ حُكم | الغاصبِ المقتَدِر |
او صاحَ نَهباً بالبلاد | بائعٌ ومشتري |
او نُفِّذَ المرسومُ في | محابِرٍ وأسطر |
او أُخِذَ البريءُ بالمجرِم | اخذَ طرطري |
او دُفِع العراقُ | للذلِّ أو التدهورِ |
فاحتكمي تحكَّمي | وتُحمَدي وتؤجَري |
أي طرطرا تطرطري | وهلِّلي وكَبّري |
وطَبِّلي لكلِّ ما | يُخزي الفَتَى وزمِّري |
وسَبِّحي بحمدِ مأمونٍ | وشكرِ أبتَر |
اعطي سماتِ فارعٍ | شَمَردَلِ لبُحتر |
واغتَصِبي لضِفدِعٍ | سماتِ ليثٍ قَسْور |
وعَطرِّي قاذورةً | وبالمديح بَخرِّي |
وصيرِّي من جُعَلٍ | حديقةً من زَهَر |
وشَبِّهى الظلامَ ظُلماً | بالصبَاح المُسفِر |
وألبسي الغبيَّ والاحمقَ | ثَوبَ عبقري |
وأُفرِغي على المخانيثِ | دُروع عنتر |
إن قيلَ إنَّ مَجدَهمُ | مزيَّفٌ فأنكِري |
او قيلَ إن بطشَهم | من بَطْشة المستِعمر |
وانَّ هذا المستعيرَ | صولةَ الغَضَنفرَ |
اهونُ من ذبابةٍ | في مستحَمٍّ قَذِر |
فهي تطير حُرّةً | جَناحُها لم يُعَر |
وذاكَ لو لم يستعِرْ | جناحَه لم يطر |
فغالِطي وكابري | وحَوِّري وزوِّري |
أي طرطرا سِيري على | نَهجِهِمُ والاثَر |
واستَقْبلي يومَك من | يومهمُ واستدبِري |
وأجمِعي أمرَكِ من | أمِرهِمُ تَستَكِثري |
كُوني بُغاثاً وأسلَمي | بالنفسِ ثم استَنْسِري |
انْ طوَّلوُا فطَوِّلي | او قصَّروا فقَصِّري |
او أجَرمُوا فاعتذري | او أنذروا فبشِّري |
او خَبَطوا عشوا فقُولي | أيُّ نجمٍ نَيِّرِ |
او ظَلَموا فابرزي | الظُلمْ بأبهَى الصُوَر |
شَلَّتْ يَدُ المظلوم لم | يَجْن ولم يُعَزِّر |
او صَنَعوا ما لم | يبرَّرْ منطقٌ فبرِّرِي |
أي طرطرا لا تنكري | ذَنْباً ولا تَسْتَغفِري |
ولا تُغطِّى سوءةً | بانت ولا تَتَّزِري |
ولا تغُضيِّ الطرفَ عن | فَرط الحيا والخَفرَ |
كُوني على شاكلةِ | من امرهم تُؤَمَّري |
كُوني على شاكلةِ | الوزيرِ بادي الخَطَر |
أيْ طرطرا كُوني | على تاريخِك المحتُقَر |
احَرصَ من صاحبة | النِحيْين ان تذكَّري |
طّولي على كِسرى ولا | تُعَني بتاج قَيصر |
كوني على ما فيك من | مساوئٍ ، لم تُحصَرِ |
كوني على الاضداد في ِ | تكوينك المُبعثرِ |
شامخةً شموخَ قَرن | الثورَ بين البَقرِ |
أيْ طرطرا أُقسم | بالسويكةِ المشهَّر |
والخَرزِ المعَقود في البطن | فوَيق المشعر |
بوجهكِ المعتكر | وثَغِرك المنوَّرِ |
وعينِك الحمراءِ ترمِي | حاسداً بالشَررَ |
وصنوك الثور يُثار | غيظٌه بالأحمر |
اقسم بالكافور لا | اقصِدُ شَتم العَنْبر |
فوقَ جميع البشَرَ | فوق القضَا والقَدرَ |
أي طْرطرا " يالَك مِن | قُبرَّة بمَعَمر |
خلا لكِ الجوُّ " وقد طاب | " فبيضي واصفِري " |
" ونقِّري " من بَعدِهم | ما شئت ان تُنَقِّري " |
قد غَفَل الصيّادُ في | لندنَ عنك فابشِري |