الباجة جي في نظر الخصوم..
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كيفما صَّوْرتَها فلتكُنِ | أنا عن تصويرةِ الناسِ غني |
لا أُبالي قادِحي مِن مادِحي | ليّ في الوجدان ما يُقنِعنُي |
لستُ بالجامدِ : إني شاعرٌ | هزة الروح تُرى في بَدنَي |
ديدني تصويرُ ما في خاطري | وأنا مُغرىً بهذا الديدنَ |
أنا من أجل لِساني مُبتَلى | رغمَ احساسي – بعيش خَشِن |
إنما يرفَعُ من مقطوعتي | كوُنها من خَصمِك المضطَغِن |
من فتى عَرَّضَه موقفُه | منك بالأمس لشتّى المِحَن |
كونُها من شاعر مُطَرَّح | وفكورٍ مُنصِفٍ مُمتَحَن |
تاركاً عما قريبٍ أهلَهُ | مستجيراً بإمام اليَمَن! |
فاذا لم يهوني كنت امرأً | عاملاً في منجمٍ في عدَن |
إنها أروَح لي من مَوطنٍ | أنا منه في عُضال مُزْمِن |
أنا أستحسِن ما ليس أرى | وأرى ما ليسَ بالمستحسَن |
يا أبا عدنانَ هذي فُرصةٌ | لفؤادٍ بالأذَى محتقِن |
لا أُحابيك : ولكنّي فتىً | أطلُبُ الحقَّ ولو في كفَني |
يشهدُ التأريخُ واللهُ معاً | أنَّك الذُخرُ لهذا الوطن |
عارفٌ أدواءَه مطَّلعٌ | بالخفايا : قاطعٌ للفتَن |
فيك : لولا أمةٌ جاهلةٌ | شَبَةٌ يدينك من " موسولني " |
بَطَلٌ إنْ مِحَنٌ جارتْ وما | أعوزَ الأبطالَ عند المحن |
وصريحٌ لَسِنٌ في مأزِقٍ | ذي احتياجٍ لصريحٍ لَسِن |
لُحتَ وضاحاً على حينَ مَشى | كلُّهم تحتَ قِناعٍ أدكن |
بخُطىً جبّارةٍ واسعةٍ | وبعقلٍ راجحٍ متَّزن |
يومَ كلُّ الناسِ في تمويهِهم | مِثلُ ضبٍ جاحرٍ في مَكمن |
فرَغَ الدستُ الذي كنتَ به | ملءَ عينِ المرءِ ملءَ الأذُن |
سَحَقَ الهوجَ المهازيلَ فتىً | لم يكن في سَحقِهم بالمَرِن |
وعلى الحمقى ثقيلٌ وقعُه | مَن بِغِرٍّ أحمقٍ لا يعتنِي |
وأراهم قوة لم يجدوا | مثلَها في هيكل أو وَثَن |
لم يروا فيه – كما في غيرهِ | خِدْنَهم من ماجنٍ أو مُدمِن |
لم يكن بالرخوِ في أخذِهُمُ | أخذَ جبارٍ ولا بالمثني |
أتُراها أمِنَت جرثومةٌ | لم تكنْ من بطشه في مأمَن |
نَقَم الحسّادُ إن لم يَلحقوا | شأو مَاشٍ خَببَاً في سَنَن |
قائمٍ بالأمرِ معتزٍّ به | وعلى تدبيرِه مُؤتَمَن |
ولو اسطاعَت مجالاً كفُّه | قادَهُم كلَّهُمُ في عَطَن |
اشهدي ياربةَ الشعر ويا | دولةَ الحقِّ عليه أمنِّي |
إن عُقبى ظَفَرٍ تَلحَقُني | من طريق الدسِّ لا تُعجبني |
ودنيُّ من يُعادي خصمَه | مِن طريقٍ بالحزازات دَني |
أشتَهي أنّي ولو في حُلُمٍ | أُمسكُ الأمرَ لأدنى زَمَن |
ولقد يُلهبُ من عاطفتي | أنَّ هذا زمنٌ لم يئِن |
أودِعوني دَفَّةَ الحكم ولو | ساعةً آتِ بما لم يَكُن |
أُرِكُم أينَ يكونُ المرتشي | أُرِكُم كيفَ مصيرُ الأرعَن |
أُرِكم قيمةَ ألفاظٍ بها | يَلبس الكذّابُ ثوبَ الوطني |
آتياً في السرِّ ما لا يَستوي | والذي يأتي به في العَلن |
أُركم أنْ ليسَ لي من قيمةٍ | غيرُ ما يوجِبُه لي مَعدِني |
أُركم أنَّ الذي تخشَونه | ليسَ من يَبكي عليه لوفَنى |
يا أبا عدنانَ : هذا واجب الأدَبِ | المحضِ الصريح المُتقَن |
إنني ألغيتُ في تسجيله | كلَّ ما في خاطري من دَرَن |
ولقد تَعلَمُ ما يَلحَقُني | من أذىً من بَثِّ هذا الشَجن |
غيرَ أني واجدٌ في مِثلهِ | لذَّةَ العاشق والمفتَتن |
ومن العارِ على الشاعر أنْ | يحتَمي في شعرِهِ بالإِحَن |