من النجف الى العمارة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنا مذ همتُ فيكمُ كانَ دأبي | أنَّ ما ترتَضون يحمله قلبي |
إن تزيدوا الجوى فأهلاً وإلا | حَسبُكُم ما لقيتُ منكم وحسبي |
وبحسبي من الأحبةِ ظُلماً | ان يُعَدَّ الغُلُوُّ في الحبِّ ذنبي |
يعلم الناسُ ما لأكابدُ منكمْ | في سبيل الهَوى ويعلَمُ ربي |
يا أبا صادقٍ أُحبُّك حُباً | ليس يبقي على اصطبار المُحِّب |
إن عتَبنْا فلم يكن عن مَلال | أحسَنُ الوُدِّ ما يشاب بعَتْب |
لستُ أدري عَقَقْتُ صَحبيَ لما | هِمتُ أم عَقَّني لأجلك صَحْبي |
غير أني أراكَ وافقتَ طَبْعي | دونَ هذا الوَرَى وجانَسْتَ لُبي |
واراني صَبّاً بأخلاقك الغُرِّ | وما كنتُ قبل ذاك بصَب |
ولعَمري لقد تربيَّتُ حتى | عَرَفَ الناسُ فيكَ فضل المربي |
ايُّ عيشٍ لي في العمارة رَغْدٌ | وزَمَانٌ مَضىَ هنالِك عَذْب |
وأحاديثُ لا تُمَل من الوجدِ | بلَفظٍ كاللؤلؤ الرَطَبِ رَطْب |
حبذا دجلةٌ وعن جانبيها | تَتَمشّى الظلالُ جَنباً لجنب |
ان تَسَلْني عن الزَّمان وأهليهِ | فاني طِبٌّ بهم ايَّ طِب |
عِش كما تشتهي اذا كنت خِبّاً | والزَم البيتَ إن تكنْ غيرَ خِب |
ليت مولى " حَمدان " يُنشَرُ حياً | ليرى كيفَ حالهُ " المتنبي " |