بضيعة القمر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تجمّد الزمان في مفاصلي | توقفت دوائر الحياة وانهمر | هاجس البكاء فى تواصلى | فاخرجي من السحاب | و انزلي على شواطئ السحر | و احملي قوائم الخروج | من مضائق العبور | للطلوع في أواخر الحبور | والسمر | توجَّع المطر | وأرّق الحنين مضجعي | فهيا يا قدر | كما بدأت | في حوائط الزحام | ترقب الغيوم ترتمي | على مواقفي | تشد أذرها | لأجل قطرتين من تسامح ٍهفا | لشوقنا | فغام واندثر | الموت في ظلال شمس مقلتيك | مكره ُ على متاعب السهر | والبرق ما اختفى | ولا توانت الجراح من أنينها | و لم يمر | بكل حانة على بداية النوى | سوى الهوى | و قلبى الذى تعلمّ الشجون | فانشطر | فازرعي على الصخور | شتلتين من حنيني الذي | تمادى في اتساعه | وغلّف الزمان رونقا ً | من المياه والشجر | تدفق الطلاء | في مداخل الهواء | والسناء مرغم على تساقط الغناء | أيها الذي أقام فى السماء | لوحة من الضياء | بينها و بين ما ارتكزت أولا ً | بهامة الصفاء | من دواره سفر | هفا و نمّ في توالف الصدور مرهفا ً | وأجج السطور وعد مقلتيه | همّت الشموس أن تغادر المدارك التى | تجمّدت من السكون في ضلوع شاعر ٍ | سما على القصائد الخطر | فاسكني هنا | على متاحف الشجون | ظل أوّل الطريق غائبا ً | ولم يعي بأننا ندور حول قلعة البقاء | نرتمي بكل حافة ٍ على الفضاء | نترك الأمان خلفنا ونُسقط النظر | كما بدا خريف محفل الرؤى | بكل أسطح الفراغ | لم يدر بخلده سوى الدخول | من نوافذ الخيولِ | حين يملأ الصباح ليلنا | جداولا ً تسير في اتجاه بيتنا | بضيعة القمر | أقول أنه الطريق متعبٌ بحبنا | و لا اعتراض أن تكوني | يا رفيقة العواصف التي تراجعت | أمام ذرتين من رمال زخّة ٍ | تجمّدت على طريقنا | تحوّلت حجر | إن كنت تملكين أن تواجهي | بريق شمس وعدنا | وتنظرين للأمام في توجّهي | وتحملين في يمينك الشعور | باقتدار مقلتيك | تخرجين من إسار أقدم العصور | في ديار أهلنا | سنبدأ السفر | لآخر الحياة نترك الهموم خلفنا | و نهجر الضياع بيننا | بقدرة تضم صوتنا | فيسقط الضجر | لكنني أخاف من شرودك الطويل | أن أظل عالقا ً | على سواعد الرحيل | بين أن أكون أو أهون | أو يتوه راحلي | على غياهب الممر | تعلُّقى بمقلتيك | و النجوم فى صفاء وجنتيك | كان هاجسي | و كان واجسي | و أنت تبعدين كل لحظة | إذا اقتربت منك في دواخلي | و أنت تعبرين غابةً من الرمال | حين تنظرين للمدى | وتهربين من تقاربي | و تهجرين روعة القصائد التي | سمت بوجهك الجميل | حين صلىّ خافقي | بساعديك و اعتمر | فاعذري حقائبى إذا حزمتها | فإننى عزمت | أن يكون بارق الرحيل | خاتم السفر | ولا مفر يا حبيبتي | و لا مفر. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .