و تذكر الصمت القديم صبابتي |
فرحلت أنعم بالمنى في الغيب |
أخرج من سكونك و الظمأ |
هلاّ أتيت و سيفك النغم الشجي |
خطاه تحلم بالنبأ |
خلف الستار الظل يرشف |
من ضياء السحر فيك |
سنابل الحسن الذي |
لا غاب عنك و لا اختبأ |
يا شوقها المنثور بيني |
في حروف العشق عندي |
في المقاطع و الهوى |
و بكل ميلاد بدأ |
بك رحلتي نحو النوى |
يا أجمل الطاقات تحملني إليك |
توسديني |
جددي روح النضال البكر |
و احمي عزتي |
من كل ميعاد صبأ |
و تمايلت جدران قصر التوق |
حين خواطري همست إليك |
بقدرتي لما اتكأ |
في صدرها ضوء النهار |
فحدثتك عن التلاقي |
كلما نهض انعتاقي |
و الزمان قد اجتبأ |
زهدي على حجرات من وصف |
التدابير التي حفت مقدمة الحنين |
فلم يشأ |
إيقاظها أنّى تولت رحلها |
صوب اعتبارات الأسى |
لما اهترأ |
لو كان بحرك من مدادي |
أو تدفق من ودادي |
في شواطئك الرحيل |
و موجه العذب امتلأ |
بهواك حتى آخر الأنفاس |
أغدق شاعري بالطيب |
أسكنه الملأ |
لمَا نفدت من اشتياقي |
فاسبحي في داخلي |
ما شئت و استرقي الرؤى |
كي يهرب الزمن الخطأ |
و ليهبط القمر المبارك بيننا |
فتدفقي كالماء في بحر احتراقي |
إني ضربت الأرض حتى قطبها |
و سكنت وحدي في سبأ |
*** |
كم يا جميلة أمتي |
يا وردتي و بشاشة العصب المُعنّى |
بابتعادك برهة |
صمت الشموخ و ما تدلت |
بعدك الأغصان |
لا الحصن انفصل |
من بعدك النجمات ترحل |
من مدارات لها |
خلف السماء ببيتنا |
و البدر أدركه الملل |
بحرٌ و بحرٌ أنت و الموج استوى |
بحرين تمتلكين في صدري جوى |
و على المسافة لم يزل |
ليل الطلوع بعيدة ساعاته |
فتمسكي بالحسن يا من حسنها |
فاق القصائد روعة بدلاله |
في التيه |
في الفرح النبيه |
و في الجلال و في الغزل |
إني أحسك في الحروف |
و في القطوف و في شعاع الشمس |
في زهو الجروف |
و في صدور السحرأجمل من حمل |
من مقلتين و من يدين |
و من شفاه تستظل بمشرقين |
و من خصل |
لك يا حبيبة قدرتي |
نخل الحقيقة قد تهادى |
في دروب المجد |
في وهج تحدّىفيك ألهبة القُبل |
إني أجيؤك كلما |
وقف الصباح أمام داري حاملاً |
في كفه اليمنى أمل |
لا ليس يدرك عصرنا |
مد الخوارج |
إن تطلعت القوائم |
تستبيح عرى الدجل |
وطني بعينيك انتقل |
فحملت أمتعتي لديك |
سكنت في وهديك مثل فراشتين |
جعلت من حضن الضياء |
عليك ينبوع الزجل |
مدّي بريق الصحو نحوي |
ثم جيئي علّنا |
يوماً سنرحل من ضفاف الأرض |
نسكن في جزائر وجنتيك |
على زحل |
هذا هو القول الأخير و إن يكن |
شئ عميق في الدواخل اشتعل |
شئ تمكن من هزيمة دهشتي |
شئ بأرصفتي هطل |
فتح القواعد للشعاع و لم يزل |
ينمو بكل شوارعي |
و يحل بالبيت المقدس إذ نزل |
من كل أبواب المروءة قد دخل |
شئ أحب وجوده |
في كل خارطة الحياة |
بما احتويت و ما اعتمل |
في داخلي و مداخلي |
في الجوف عندي |
في الفؤاد و في المقل |
شئ أحاكته المواسم |
من خيوط محبتي |
شئ دعونا أن يعود |
و قد وصل |