ستائر المُنى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عدواً أتيتك حاملاً | كُليّ إليك | بما حويت و ما حملت | و ما أود و ما أريد | لا البحر يطفئ ظامئي | لا هذه الأحلام لا بيت القصيد | لا كل عشق في الدنا | يروي دمائي بالمشاعر و المنى | لا قدرة في الأرض أو شهباً | تسافر في السماء إلى البعيد | إلا عيونك | و الصفاء العذب يقطر مثل حبات الندى | في كل أعماق الوريد | إني استقيت و ما ارتويت | فهل لنبع من لدنك | يصب عندي من مزيد؟ | ذابت معادن لوعتي | في منجم الأشواق | و انصهر الحديد | بهواك ناراً كلما | نهض الحريق بأضلعي | و توهج الزمن الجديد | إني أتيتك فارتقيت | إلى زمان البشر خيراً | و انطلقت محلقاً | مثل الصباح بكل عيد | من غير عينيك الجميلة | من يعيد توازني | و يجدد الميلاد و الفرح الوليد | هي ومضة سقت الشعاع نقاءه | حسناً و اشراقاً فريد | هي ظبية في حقلنا الممتد | في فلك الضحى | هي روعة تنساب من كف و جيد | سقط النوى | في لجة البحر الهوى | و الموج ملتهب عنيد | و الليل و البدر المزان | يتلاقيان بلحظة | في صدرها الولهان ينهض كوكبان | فعلى يسارك تستريح الشمس | من رهق الترقب كلما | طال انتظارك و استوى عود الزمان | يشتهيك البحر مثلي | و الشواطئ في حضورك تستحيل نمارقاً | بجليل قدرك مشرقين وصولجان | و حديقة تمتد من عينيك | صوب البرق في توقي إليك | لمسكن الآهات في أقصى مكان | أبقى أنا بصلابة الإيمان | بالصبر الجرئ | أبيع خوفي بالأمان | إني جذبتك من غصون النخل | ثمرة فرحة ثقبت جدار الأفق | نامت بين عصب الريح | شغفاً و احتقان | إني عصرتك من نبيذ السحر عشقاً | و احتويتك في ربيعي اقحوان | و زرعت فيك سنابلي | كالحلم يبقى صاحياً | فتنام قربك نجمتان | في كل حقلٍ من صفائك مقصدٌ | في كل وهج من جلالك هالة | ملك و جانْ | حيرى ثياب الخارجين من الدوائر | متعبين بحبك المنساب | في نبض القبيلة مهرجان | فلا تلمني في هواى | و لا تذر وجه الجوارح بالسنان | و لا تبارح ظل شمسي | أو تدر من خلف ناري | عالقاً بين الدخان | سيظل وجهي ساطعاً بك | زاهياً في كل آن | و هواك يبقى سيدي | و رؤى الحياة | و قامة الزمن المسافر | للمجرات القصية | للعواصف | للعواطف | للحضور الصعب | في هذا الأوان | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .