عذاب القبر فى الخرطوم
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أنا عربىِ وا فريقى | و أشهد أننى مسلمْ | أنا زحف برغم القمع | سوف يظل يتقدم .. | و رغم تداخل الرؤيا | فلن يخبو و يستسلم | و فى السودان تاريخى | و من افريقيا دربى | أنا عربى | هدى الاسلام فى قلبى | و عنوانى هو المصحف .. | أنا الحرف الذى لايخطىء الفصحى | انا لوحة ... | لوجه النيل حين يعانق الدوحه | وصوت نابض أشرف | فللقيا قفا نبكِ | و للسقيا قفا نبكِ | وللازهار والأيكِ | قفا نبكِ | عذاب القبر فى الخرطوم لو يحكى | الى الاجيال قصتنا | مع الطغيان و الافكِ | فلا دُمتَ | و لا دامت لك الدنيا | و لا الاحكام اعرافا | ولن تبقى لنا | كالسل فى الرئتين اجحافا | ولن نخشاك يا تمثالنا | المنحوت بالصلصال و الزئبقْ | ولن ننساك يامن حطم الزورق | سلَبْتَ الحق | بعت الجائع المحروم بالسُلطهْ | وكنت السيف و القاضى | و الجلاّد و الشُرطه .. | قطَعْتَ شَنقْت ثم رجمت | ذاك الطيّب الانسان | هتكت العرض و استعليت | ثم عفوت عن ذا السارق | المتخوم بالأدران | وباسم الله قد شهرت بالفقراء | قد اخللت بالميزان | وباسم الله كان الظلم | كان الجوع فى السودان | فهل تبقى لك البيعات | رغم الأنف | يامن عشت للشيطان | وهل يفديك اهل الدين | بالسبحات و التيجان | فلا ترحل | لأن الشعب يوما ما سيقصيكَ | و لا تهرب | لأنك ساعة الحسبان | لن ُتحسب بما فيك | فسوف نظل نحميك | لكى نقتص للايام | ماحصدته أيديك | فلا ترحل | وكن فى دارنا ملكا | على عرش من الذهب | و فجر فوقنا الاشجان | و اقذفنا على اللهب | و مارِس كل ما يحلو | من الارهاب و الغضب | و قل ما شئت من | آيات رب الكون | قل ماشئت بالكذب | فيوما ما سندعوك | بحق الله و الاسلام نرجوك | كيما تسأل المولىَ | فيدخلنا الى الجنة | بحق إمامنا أنت | أيَا صوتا هنا رنّ | ليعلن توبة القديس | بين الامس و الليلهْ | ويعلن انه الوالى | امام عادل أولىَ | فيا هذا الذى قد بات مهموما | على الملكوت و العرش | يئست الان من سلطانك الكاذب | بحق الشعب و الجيش | الا يكفيك ما يتّمت من طفل | و ما هدّمت من نجوى | و هل يرويك ما شرّدت من جيل | وما حطّمت من سلوى | لكى تبقى على الكرسى | فلا تأتى و لاتذهب | فجئت بكل نصاب ٍ | بلا اصل و لا مذهب | ثم أتيتَ بالدرويش | والمتملّق الأكبر | لكى يحشوك بالكلمات | كى تزهو و كى تفخر | وفى (دارفور) | كان الجوع يستشرىِ | و صدر جنوبنا يحرق | و عند الشرق امراض | و بؤس قاتم ازرق | و صوت الحق مخنوق | و شعب بائس يغرق | و لا رُبّان ينقذه | و لا مجداف او زورق | سواك الان يا مولاى | يا قديسنا الأحمق | فلا غفران او سِفراً | من التكوين ياشعبى سنحمله | إلى هذا الذى | قد عاش بالبهتان منزله | و ذاك الصدع فى الجدران | و الطوفان يتحّدر | و لن نصمت | و لن نحمل على الأكتاف | غير مدافع تثأر | لقتل الحق مخنوقا | على عتب من المرمر | فمهلا ريثما تبقى | لك الايام تتنكر | و مهلا بعدها تدرك | بأن الشعب يتحرر | من الاغلال ما بقيت | من الطغيان و العسكر | فانهض ايها الوالى | فلن تنجو | ولن تقدر . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .