قتلوك |
و ا أسفى عليك و لهفتى |
حرقوا صفاءك و العيون |
و رونق البيت الجديد و فرحتى |
نهبوك |
فلتبقى لهم |
داراً يداخلها الضحى |
شوقاً و تهجرها الرياح |
و تحد احزان القبيلة لو تغيب |
و لو يدور الفجر يسقطها الجراح |
شنقوك ساعة ما بدأت |
و عندما فجّرت زحفك للسماء |
و للمشاوير التى |
هدّمت بيتك عندها |
و عقدت عزمك أن يجفّ النهر |
ينشطر المدى |
و يطل وجهك كالصباح |
قد قُلت يوما أننى |
أجهشت عندك بالبكاء |
قد اغتسلت بماء وجهك |
و اتجهت اليك أجهر بالهوى |
أو لم تزل لك فى العيون |
بقايا حزن |
يوقظ العهد الجديد و يهتدى |
بالنجم فى ليل الظلام لعلّه |
يلقى لديك مقاصدَهْ |
هدّدتنى بالنفى قلت بأننى |
أحرقت فيك وثائقى |
وتركت جوفى فى العراء مهددا |
تجتاج بيتى كالذئاب عيونكم |
لا حولَ دونك لا ثيابا أو ندى |
فتماسكوا |
من قبلُ كان الشعر |
يأبى أن يقول الحق |
يرفض أن يسافر كالصدى |
و أتيت تسعى نحونا ... |
أحزان الاف العصور تمدّدت |
فى مقليتك |
فكفّ عن هذا الضنى |
و انظر فديتك فانطلق |
و اهجر نوافذ بيتنا |
و اترك مقامك للشعاع |
و انظر لأجلك موطنا |
و أنا هنا |
لا زلت أحمل فى العميق مودتى |
لا لم أعد طفلا يُغذّى بالخداع |
و أبىِ هناك على الخليج |
يجيد العاب الحواة |
بدرهمين من اللجين |
و قطعتين من الحرير |
على بساطات الرعاع |
لكننا حين ابتعدنا عن مطارات التخلف |
فى ديارك و اتكأنا فى محطات الوداع |
ودّعت وجهك و الصحاب |
تركت ظلى خلف ظلك |
يرتوىِ |
بالنور ينعم لحظة |
فاطلق وثاقات الشراع |
من بين شارات المرور |
و من عناوين الضياع |
فالوطن ضاع.. |
قد تاه مابين المسافة و البقاع |
ياليت أنّى ما احتملتك |
ساعة الوجع المحنط فى البطون |
مجنزرا باليأس مشدوداً |
لأعواد المشانق |
للحرائق |
لاعتقالات البيارق |
للهيب و للصراع |
الأنهم تركو الصلاة بساح بيتك |
غادروا أصل الخطيئة |
جاهروا لك بالتمرد |
جئت تشهد بالرياء |
فألف لعنات عليك |
و ألف مقصلة لك |
لا الملك دونك وحدك |
فالجرح ممهور بك |
أو لم تقل يوما بأنك |
سوف تبنى معبدا |
لليل و الرعب الذى |
لا زال يسكن |
فى ضيافة صدرك |
!!! |
أصل الحقيقة و الشريعة أننا |
لله دونك سوف نخضع |
للارادة فلتقم |
و اشهد بنفسك ماجرى |
و تعال وحدك كى ترى |
لا الاهل اهلك |
لا الزمان الآن نحوك قد سرى |
و لقد مللنا من قدومك |
فى محطات الهواء |
سئمت وجهك |
لم يعد لك مأرب |
تمشى اليه محمّلاً |
بالورد محمولا على كف الورى |
فلأجل من اقحمت رأسك فى الثرى؟ |
و لأجل من كان التشتت و التمزق |
و القرابين العظام |
لأجل من أجحفتنا |
بالظلم مارست التحكم فى مسير النهر |
قد كانت لوجهك |
كل هاتيك الاجنة تستباح و تدفنا |
لكن بيتك يا أبىِ |
سيظل يحفل بالورود |
و بالجداول بالرحيق و بالسنا |
إن كان وجهك يا أبىِ |
قد بارح الارض الكريمة برهة |
فالأرض لله القدير |
و نحن دونك ها هنا |
نحيا نقول الحق |
تقوى الله ما أوصيتنا |
عُد بعد عام يا أبىِ |
لك فى الديار حدائق مملؤة |
بالزهر و الماء النمير و بالوفاء و بالمُنى |
عُد يا أبى |
إن شئت وحدك ان تعود |
فقد ملأت البيت بالصوت الوقور |
عرفت كيف الناس بعدك لم تزل |
جيلا من الصدق الذى |
لا غاب عنّا لا ابتعد |
يجثو على شط الديار |
مهددا بالانفجار |
فما تصدّع و ارتعد |
أحدٌ أحدْ |
!!! |
أوصيتنى |
بتلاوة القرآن |
قلت لعلّنى |
يوما سأمنحك الدعاء |
و أننى |
بالحق من يحتاج دعوات الأمان |
و أنا الذى وزّعت نبضى للضيوف |
ملأت قلبى بالحنان |
أمّاه هل تدرين أنّى |
قد ملأت العمر خبزا |
و اعتزلت الناس بعدك و الزمان |
و مضيت وحدى لا بريقا أو دُخَان |
إلا الذى قدّرت أنّى |
سوف أبدأ من سواحله ارتحالى |
نحو أقبية المكان |
أمّاه ساعات التكون قاسيات |
فانظرى |
هذا المساء |
لكى أكون |
لكى أظل |
لكى أعيش |
بلا سقوط و امتهان |
سأموت دونك مرتين |
و ألف مرات |
سأخرج من دماىْ |
و لتشهدى أمّاه أنى ها هنا |
يوما سأبدأ هجرتى |
كالطير يرحل للبحار |
و بأننى يوما سأكتب قصتى |
بالدمع فى جوف المحار |
و أظل أرحل للبعيد |
أسوق مجدك فى خطاى |
و لتعلمى أمّاه أنّى |
رغم هاتيك الجراح |
و برغم محصول النزيف |
و رغم ساقية الرياح |
سوّيت أمرى |
ثم جئت أقول حقا اننى |
يوما تملّكنى هواى |
و مضيت نحوك يا وطن |
فبلغت سدرة مُنتهاى . |