من كل اركان المدى تأتين |
من وطن القصائد و العصافير الجريحة |
من جروف النهر من رهق الحرائق والتعب .. |
من هدأة الاخلاص |
من مطر الخلاص |
و رونق الفجر الجديد المستحب |
تأتين من ألق الكلام |
ومن هنيهات السلام |
ومن مضخات الغضب .. |
قد هب من رئتيك اعصار انفجارى |
شتت الحزن انشطارى |
شبع المطر الشوارع بالصخب |
واستلهم البركان شوقى |
هدهد التيار توقى |
واحتمى فى اضلعى |
بحر المشاعر و الطرب .. |
من قال عنى ساهيا |
شبح البيارق فى دمائى |
صار يبحث فى مراقده القديمة |
عن عيون ابى لهب |
من قال عنى ذاك يوما |
غلف الصدأ الذهب .. |
ان جاء وجهى من ظلال العصر |
يحجب نجمه |
فعليك اشعاع المغارب قد كذب |
للآن يا وطن انتمائى لم تزلزلنى |
صراعات المقاصد لم يؤجج من حريقى |
غير احساسى بخطفك من همومى |
حين ضاجعت السماء غيومها |
و اتتك حبلى بالنيازك والشهب .. |
يا من على كتف المساء ترش حقلى بالندى |
و تدور من حول الشواطئ راحلا |
بين القواقع و السحب .. |
والليل فى سور المدينة لم يزل |
قمر يناور وجنتيك توددا |
و يصوغ ملحمة ترابض بين اشلاء الكتب .. |
الجرح فى اغصان اشجار المشاعر صاحيا |
والنهر أدمى قصتى |
وغصون قافتى تدلت |
مثل اشلاء الحطب .. |
النار ترضع من هجيرك لوعتى |
و بدربك الآمال ترنو |
و الحواجز و الجراحات التهابا |
تستقى زيت الهواجس والخطب .. |
نهل التداعى آهتى |
وسقى الغدير اصابعى بنضاره |
و الجسر من شطيك اومأ ثم هاجر واغترب |
يابحر لا تأسى على لون المرايا |
هذه الاوهام تصرخ فى عرى الأحشاء |
تمخر فى دمائى تستبيح دواخلى |
و تشج عمقى بالحديد و بالخشب |
الناس فى زمن التناثر قد غدوا |
قطعا من الفلين تسدد مخرج التكوين |
و الأمن الأمين المستتب .. |
هلك الرجاء على أكف دعائنا |
و استقبل الازميل تمثال التمنى بالبديع |
و نصل قاطعه التهب .. |
صنعتك يا احساس اشواق اشتهائى |
فجرتك مشاعرى خيطا نديا |
من شعاع الحب يخترق اكتئابى |
هكذا يا مهد قم |
شبح الخواطر قد وهب |
فرحى لأقصى منتهاى |
على حدود تفاعلى |
مع ماء ازهار ابتسامتك التى |
قصمت نخاع الأرض |
نامت فوق اشجان الحياة ترمّها |
و تضئ قنديل القصائد |
ان تداعى واحتجب .. |
اواه يا وجع الخطب |
عجبى عليك الآن يأخذه العجب |
فلتأتى يا أرض المغرة |
يا بحيرات الزنوج و يا تواريخ العرب .. |
كى تدرك الأقدار عند وثوبنا |
معنى التساقط و الهرب |
و لتشهد الأسوار وهد شروقنا |
فجر تدلى مثل حبات العنب .. |
لنقص للأغوار عند خروجنا |
ما خبأته لنا الرؤى |
من همس بارقها المسافر |
بين اقواس الرياح |
و بين ناصية المهب .. |
و نقول اول ما نقول |
اذا وجب |
جهر الحديث |
وشدو سامره اقترب |
ان كان عشق الارض |
يبدأ فى جمادى |
سنعود بالتحرير |
حتما فى رجب |
سنعود بالتحرير |
حتما فى رجب . |