وأتيتني.. |
هلا ّ أتيت إذا أتاك |
حديث عشقي |
مثقلاً بالوجد |
مستعراً بنار الكبرياء.. |
صمت الرزاز عن التضرع |
للسحاب ِ |
وما ارتوت في العمق |
أمطار الرجاء.. |
عمّ السكون زُهى البرية واعتلىَ |
سطحَ المجرة نورُ وجهك |
فارتقى صرح الفضاء |
وتتابع الشغف الحثيث لمقلتيك لعله |
يغفو على أمل اللقاء |
والورد بعدك ما تنفس صدره |
فيض الجوى |
إيماءة منسية بين الهواء |
رباه ما هذا الذي بالحق أنت وهبته |
هذا الجمال بلا انتهاء |
رباه ما هذي العيون صنعتها |
من لؤلؤ واستبرق |
وعد المشيئة حين شاء!! |
رباه قد أوفى الذي بالحمد |
يصدق وعده |
رمزاً يطوقه الوفاء |
منذا الذي بسمائه من بعدها |
وقفت عليه قصيدتي واستوقفت |
أطلالها بين التشهد والبكاء |
مشدوهة بالحسن سكرى باللمىَ |
وهج العذوبة والنقاء |
إلا هي.. |
بلورة في صدرها الأفلاك |
تسطع زاهية.. |
وجبينها القمر المهاجر |
في دروب الإشتهاء |
وكذا جنوني |
حين ترحل عن غصوني |
فى الدجى أوراقها |
فتهب عاصفة الشقاء |
من لي بأحداق الرحيق إذا التقت |
أنفاسها |
في سندس الزمن المضاء |
من لي إذا غطت غيوم الصحو |
أفئدة الرؤى |
سحر له في قدرة المولى غطاء |
هي فرحة الميلاد في الكون الذي |
تبقى به مجد على الدنيا أفاء |
وعلى الطبيعة والأنام |
على الخليقة جمعها |
وعلى المهابة والإباء |
تأتي فيأتلق المدى |
ترنو فينشطر الصدى |
والبرق ملء سمائها |
كالشمس يشرق بالضياء |
تمشي وتحرسها النيازك |
والشهاب يزود عنها |
والمآذن والقباء |
تمشي وترقبها القلوب |
المثخنات بحبها |
ويحفها طير الهوى |
ودعاء كل الأولياء |
مصنوعة من ضوء أقواس الصباح |
ومن حرير الليل |
من عصب الصفاء |
في لونها الذهب احتفى |
قد تاه خطف بريقه في ثغرها |
ثم انتفى |
ووبوجنتيها الصبح ضاء |
والظهر صلى نافلة ْ.. |
والعصر أذن للغروب تحية للقافلة ْ |
لما أطلت بالعشاء.. |
كل الفرائض قدمت فرض الولاء |
كل الموانئ والشواطئ والمطارات |
الندية غادرت ثكناتها |
لتحل في صدر السماء |
حتى طيور النورس الولهى أتت |
من كل فج سابحات في انتشاء |
والكوكب الدريُّ بايع حسنها |
قرأ المعوذة من شرور الناس حيناً |
ثم ناء |
وتلته باقات الأزاهر |
حاملات تاجها لملكيتي |
ومليكة الآفاق حسناء النساء |
كل العوالم لم تغب عن بهوها |
منذ الصباح إلى المساء |
حتى الفصول الدائرات توقفت |
عن سيرها |
لا الصيف عاد بدفئه |
لا البرد غلفه الشتاء.. |
جاءت كنبع الحلم يرفل |
بين ورد العشق طل ٌ |
بين بحر الشوق ماء |
جاءت حبيبتي الجميلة |
فاستطاب العصر فينا لحظة |
وتدفق الزمن الزهاء |
جاءت حبيبتي الجميلة |
فاستحال الكون في أعماقنا |
لحديقتين من البهاء.. |