خواطر الوداع الأولى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنى أسحب أقدامى | من تحت بساطك أرتحلُ .. |
و أقول وداعاً قد سبقت | حزنى من بعدُ ومن قبلُ |
نظرات صرت أُخبؤها | برموش الطرف المنهطلُ |
أغلقت منابرك الأولى | خلف الأوهام و لا أملُ |
الآن أُبارح أحلاماً | حمَلَتها فى شغف مُقَلُ |
و أخذت عصاتى و رجعت | وعدك من حبى ينفصلُ |
و أقول عساك تتابعنى | كلمات تصلُ و ما و صلوا |
أحبابى بالوجد الراوى | آفاقى تيهاً يشتعلُ |
أنا لست اكذب أنفاسى | إن سابق عينيك الوجلُ |
سأمزق لحظاتٍ حُبلى | بحنين سكبته القبلُ |
لا وصلك صار يؤرقنى | لا بعدك قد همس الوصلُ |
لا أنت كما كنت سماحاً | لا القلب بصدرك ينتقلُ |
لمدى الاحساس بما أحوى | أو شوق أصبح يُختزلُ |
أهواك و قد كنتُ قديماً | أخشى أقداراً تقتتلُ |
للقائى فى الزمن النائى | ببيوت أغرقها السيلُ |
إنى لا أملك أقدارى | لا أملكُ فى شمسك ِظلُ |
لكنى املك احساساً | عذباً كالورد به طلُ |
وجهى من بعدك مهترىء | من رمل جفائك يغتسلُ |
بسمائك قد أزف فراقٌ | قد عشت بحسه أنفعلُ |
و دماء فارقها الوله | و ديار ليست تكتملُ |
لن اطرق الاّك نهاراً | إن عشش فى سقفى ليلُ |
و أنا متكىءٌ فى صمتٍ | أتعلم سجعك أرتجلُ |
الّمنى هجرك فى بلد | يقصدها الصمت و لا مَلَلُ |
الآن سأختم كلماتى | لا أسفٌ يبدو لا خجلُ |
هذى الأيام سأدفنها | لكن بالذكرى احتفِلُ. |