شىء يدعونى أن أقطف أقلاماً عطشى |
و أسطر شيئا للأطلال |
شىء فى الاسراء صلاة |
تجمع بين تراويح الصوم |
بقايا الصبح و سرب خيال |
شىء ممزوج كالخفقان |
مفتاح الزخر رحيل الرعشة |
بعض حنان ... |
يا جدر الشمس |
هنا قومى |
ذوبى فى فرط الاشعال |
سوقى للمجد مشاويرى |
فعظام الليل اصطكت كالاسنان |
تهاوت كالاجيال |
و أتيت أنا من خلف الوقت |
من صدف الصحو أتيت أنا |
من قلب اللحظة و الأهوال |
أجمع اصداءً من بعضى |
أنساق اليها بجلال |
!!! |
أتيت أنا ... |
وبقرب البحر نزلت |
بمدينة اسكندر كنت |
نقبت عن الدهشة و الآمال |
أبحرت سنينا وبحثت |
فى بركة قصر التين ... |
ببيت الموج استوطنت |
كانت كل الاشواق تماسيح |
تعبث فى الشاطىء |
كانت خفقات الريح تدق على الصمام |
تفتح أدواج الجرأة |
كالالهام ... |
كانت كالنبرة كالطائر ... |
كانت كالزحف الابدى |
تتدفق ولهاً ومخاطر |
كانت يا أحلى ما كانت |
زهرات الموج ... |
بكاء الشفق المتناثر |
صمت الزيف ونعش النطق |
أنين الدمعة والخاطر |
!!! |
فجمعت البوح ... |
رشفت الروح ... |
سكبت الشوق على الاكليل |
خطت اوراق النشوة عصر البدء |
على القنديل |
فازدان الشرق افترق البرق |
اندهش الليل و كان رحيل |
فذهبت أنا ... |
من خلف البحث أناجى وجه الفجر |
وأبحث عن صدحات نامت كالاشراق |
كان الاشراق جليا ... |
كان تماماً كالاشراق |
لكنى لم أدر العنوان |
وذهبت هناك أسائل قوماً |
من كل الاجناس وكل الالوان |
بحثت عن اللقيا ... |
نقبت كنوز القوم |
فاضت ارواحى بالسقيا |
فارقت النوم |
طافت أحلام اليقظة فى ذاك اليوم |
فرأيت النسر يدق جدار الشمس |
و رأيت النجم يموت رحيلاً وسكاتاً |
و زجاج العطر وشمع الزهو |
و نوافذ كل الابعاد |
كوخ يجثو بين الطل بفوق البهو |
فى داخله كانت حسناء القوم |
كانت ترقد فوق بساط البحث |
كانت كالماء الاخضر تنمو كاللبلاب |
كالموسم النضر الجديد وكرنفالات الشباب |
الزمن أغفىَ ياصحاب |
نزق الانين تدافق الصهباء |
ترويض الحنين ... |
الشوق والاحساس |
النقع والايتاء اشعال الحواس |
مرقد البنع الودود ومهرجانات الورود |
البعد والدهماء ابريق النحاس |
كانت كل الاحلام |
تتماوج فوق الصدر |
وتنمو فوق العقل |
كانت تتجرع فوح الذكر |
رحيق الفكر |
تمتص النشوة من صدرى |
وتتوه عبيرا وسلام |
فسألت السيد ابراهيم |
وهو مفسر أحلام |
يا ابراهيم |
تحدث فسر ماتلك الاحلام |
فسر فالغيب مدار |
تحميه حدود الايام |
والصمت حوار |
تبغيه بقايا الانسام |
ونطقت قليلا وسكت |
أنصت طويلا وصمت |
فتنحنح ابراهيم وقال |
دق الاجراس |
بجميع لغات الارض تحدث ابراهيم |
أحلامك |
يا من عشت طويلا بين الاشعار |
تبقى ميلاداً |
للصحو وموكب أجيال |
فالشعر طريق للابعاد |
والشعر سهاد |
واللغة عشيقة تمثال |
أحلامك |
أيام لا يجهضها تفتيت الضوء |
و موت نهار |
فالحب سماد الشعر |
والشعر رحيق الازهار |
حلمك يا انسان ... |
لا يحتاج الى تفسير |
حلمك تسفير للاحلام |
حلمك تحرير وسلام |
حلمك فجر ينبع من أوردة النور |
حلمك اشراق وسرور |
حلمك هرمون تفرزه غدد الزاد |
حلمك يا بحر السعد |
عصير الانس و موكب انشاد |
حلمك اسعاد ... |
فاذهب و ابحث عن شىء |
احلى من كل الاشياء |
أجمل من ليل الاقمار |
أصفى من كل الاجواء |
عن اسم ناد منظوم |
أزهى من كل الاسماء |
وضياء عبق منغوم |
ونضار باسم غناء |
ومعابد وثن وهموم |
فنهار الصدحة قد جاء |
اشتق الصمت المكتوم |
والبحر الزاخر مستاء |
يتناغم برداً و غيوم |
يتدفق شغفاً وضياء |
يتناثر قمراً و نجوم |
يتراشق تيهاً و لقاء |
يا عبرة دق النطق و نهد اللسع |
يا ساق الدفع المحموم |
قد جئت اليك و فوق الصبر |
أحمل فى روحى انسانى |
أحمل أسفارى و كيانى |
ألقى أهوالا كالقبر |
أنهار الدمعة فى عينى |
انسكبت وداً بحنانى |
فركعت حزيناً و سجدت |
من فرض الوثبة صليت |
سافرت سنيناً وسنيناً |
انسقت حنينا فمشيتُ |
وبحثت طويلاً وبحثت |
فى كل الاحياء بحثت .. |
فى بيت الله وفى البحر بحثت |
نقّبت شرايينى .. |
بحثت وريدى والاعصاب |
بخلايا المخ وبالصمام |
بنسيج القلب نضار الزهر |
وكل سراب |
أنصت أنا لحديث النبض |
الدافىء لحنا فى الرئتين |
اتجسس سراً فى الجدران |
أتساقط شهداً ودفاق |
أتفجر برداً وأمان |
وأتوه صحاباً و رفاق |
أتناثر تيها كى ألقاها |
أجمع كل الخطوات .. |
أسوق رحيلى للقاها |
رحماك السلوى ياقلبى |
حياك الله وحياها |
!!! |
وبلا تطويلْ |
كان العنوان على اللوحةْ |
رسل الليل زمان اللدغ |
رحيل النغمة و الدوحة |
و بلا لحظات الصمت المزروعة بالاقدام |
انساقت قدمى فى سلم لحن |
و درجت العتبات الأولى |
فانسكبت بعض الأحلام |
و تتالت فى اللحظة أمواج التعبير |
انفتحت كالبرد تهاوت كالشلال |
تمطَّت كالتأخير |
فرشفت البوح نطقت الصمت |
مصصت هجير |
و زحفت أسوق الخطوات الى أعلا |
أغير كل القمصان |
فى تلك اللحظات الأولى |
بدلت ثلاثة قمصان |
ضحك البدر و ذاب الصدر |
نام زمان |
ناديت الشمس زرعت مكان |
و ضغطت الجرس نظرت الباب |
رنت دقات اللحظة فاندلق حنان |
ماجت كل النبرات |
مرَّت لحظات |
و انطلق الباب صفيراً |
يخفى من خلفه خطوات |
كالمجد تسير تلوح ثبات |
الآن الآن |
فى هذى اللحظة بالذات |
استنشق رائحة البدر |
أسمع دقات البدء |
قدوم الضوء عبير الجنات |
فىهذى اللحظة بالذات |
رأيت البرق و كل البرق |
يندلق علىّ كالايحاء |
طاف مليَّا |
انساق بلا عثرات |
حياكم ربّى يا قومى |
فلأول مرة فى الأزمان |
أحتضن الشهد أذوب حنان |
أتناثر فرحاً و دعاش |
أترنح مرحاً و أمان |
فنظرت اليها |
من ثقب الدهشة و الإيمان |
كانت آهات الباب تبوح تقول |
قد عاش و مات و قد زال |
ينبوع الدفء و نهر الحسن السلسال |
النغم الساحر و التهليل |
الفجر الرطب خطى التظليل |
ملكوت الأُنس الرحّال |
و الشمس سماحاً تختال |
تتساقط لحناً و خيال |
تتماوج تيهاً و صفاء |
تتفجر نبعاً و دلال |
و الوصف الساحر قد زال |
فالوصف هنا أنقص حال |
و انقطع الشعر عن الأوصاف |
فالشعر جفاف |
و الشعر هنا صار مُحال |
!!! |
و قضينا زهواً أجمل لحظات |
ما بين حدود اللقيا و النظرات |
ما بين حديث كالخفقات |
لكن الوقت المشدود على الأوتار |
أقوى من كل الأعمار |
أعتى من زهرة حبٍ |
حين تموت على الشاطئ |
تهتز رحيقاً و كيان |
تتأوه حزناً و بكاء |
فالليلة تنمو الأشجان |
و الليلة تجثو الأسماء |
و الليلة يرحل إنسان |
!!! |
فرحلت أنا |
يا سادة وقت صلاة الصبح |
أتفجر لحنا وقصيدة ْ... |
أحمل لحظات كالنشوى |
واليوم اللحظات بعيدة ْ |
فرجعت لمأوى الاشباح |
بهموم حيرى وعنيدة ْ |
أحمل بالصدر الوضاح |
أنشودة قومى وقصيدة ْ |
بالقلب النضر الفواح |
كى تبقى اللحظات سعيدة ْ |
ولتبقى اللحظات سعيدة ْ |
فلتبقى اللحظات سعيدة ْ |