و دعوت صبحك أن يبيت |
على رصيف الليل |
لا ينأى بعيد .., |
ناديت طيفك أن يظل |
على امتدادات الدنا |
حلما عنيد |
يا مالكا نبض العبارة |
إنها الاشعار تزحم خطارى |
فارحم ملائكة القريض |
و قِف على مد القوافى و استبن |
حتى يطل لك النشيد |
قالت تسائلنى دروبى |
ذات يوم عند شط صبابتى |
ماذا عليك اذا اجتررت العمق |
و اخترت المحطات الحبيبة للوطن |
ماذا عليك اذا تداعت |
كل أقبية الهواء |
تهدّمت جدر الزمن |
ماذا عليك و أنت تكتب للبريق |
و أنت تسجد للرحيق |
مهاجراً ذات اليمين |
و تارة ذات اليسار |
و مرة نحو البشاشة و الشجن |
ماذا عليك الآن |
لو سقطت عناقيد الدموع |
و كل أوراق المحن |
!!! |
ونظرت ناحية الغمام |
أجر أنفاس المساء |
متحدثاً كل اللغات |
و عابراً سقف السماء |
هو ماتقول |
إذا أتتك مقاصدى |
لا تستبين |
هو مارأيت |
إذا رأيت قوافلى |
رحلت بلا رمل و طين |
فاسمع من الشدو المبين |
لو أنها خفقت تِلالى |
فهى رايات الغرام |
فالحب للوطن انتماء |
و هى للوطن السلام |
هى موطنى |
و هى الصحارى و الحقول |
و هى القبيلة و الوسيلة |
و الوقوف على ظلال المنتهى |
بين الحقيقة و الذهول |
و هى النداء بكل أوراق السياسة |
و الثقافة و الطبيعة و الوطن |
و هى السماح اذا اقترن |
بالحسن فى وهج الضحى |
لا ضلّ بيتاً |
أو تلفّح بالشجن |
و هى الحبيبة و الوطن |
هى من بلادى |
زهرة للقطن فى قلب الجزيرة |
عند أرض (أبى الحسن) |
هى (للمشايخةِ) الأُلى |
حسن الختام |
هى للدعاء قبوله |
هى للورى طِيب المقام |
هى للزمان قصيدة |
ملأى سرورا وابتسام |
و هى التلاقى خلف أبواب الزمن |
و هى الحبيبة و الوطن |
!!! |
أنا لم ازل للقاك يا وطنى |
نشيدا يملأ الدنيا |
دويا ثائرا |
يجتاح أحجار السنين |
أنا ذلك البيت الذى |
للناس يفتح ساعديه |
يصير دارا للحزين |
أنا شتلة الوعد الجديد |
على السهول |
وقمحة |
فى جوف كل الجائعين |
و على المسافة قد تركت و ثائقى |
وهجرتُ أوراق التنقل و الحنين |
و شكرت كل المتعبين |
و شكرت من حمل الضياع |
على مدارات السنين |
!!! |
قد لازمتنى صورة الاطفال |
فى وطن يموت من الصقيع |
قد تابعتنى قصة الطغيان |
تحكى للصغار على محطات الربيع |
يُحكى بأن مليكنا |
قد كان غولا |
مص من أجسامنا حتى العرق |
حتى نخاع العظم فينا |
قد تداعى و احترق |
وكذا الرمال تجفّفت |
و غدا المساء بلا شفق |
و النيل شمّر ساعدية مغادرا |
و البحر اصبح راهبا |
و النوم منتجع الأرق |
قد كانت الأحزان تسكن |
كل أعشاش الطيور |
وأنا و قصة شاعر |
تُحكى على مر العصور |
ها يا وطن |
النار تحرق فى القبور |
لا عادنا الاموات فى وهج الامان |
ولا الجراح تطيّبت |
بين الصدور |
و الآن قد ذهب الامام |
وتنفّست أعماقنا عطر النضال |
بليل أبريل الجسور |
لكننا للآن نغرق بين داعية |
تنادى بالهوى |
لاتاب يوما أو نوى |
الفان جار يبحثون عن أقحوان |
بين أنقاض الحريق |
لا الحزن نام و لم نزل |
للآن فى الدرك السحيق |
و الشاطىء المقصود ينأى |
و القوارب بين سارية الرياح كقشة |
تطفو على كف الغريق |
للقاك ياوطنى أدور مع المُنى |
لاكل عزمى أو ونى |
بيتى أمان الله |
دارى |
قبلة الزحف المقدس |
نار حُبّى |
ملء آفاق السنا |
و أنا و وجه حبيبتى |
سنهدم الحزن الُمخيّم فى الجبال |
و نهزم البؤس المرابض ها هنا |
وجهان للزمن الجديد |
تعانقا فرحا بنا |
و الآن أنهض ياقدوم |
لعلّنى |
فى ذات يوم التقيك |
فهل يهمك من أنا |
وطنى و وجه حبيبتى |
من بين ساقية الحياة |
على امتداد الأزمنة |
لك أنحنى |
يانعم من كان الديار |
ونعم دارٍ |
قد دعتك مواطنا |
لك أنحنى |
حتى تقبِّل جبهتىِ |
هذى الحقول |
على امتدادك موطنا |
لك أنحنى |