وحملت نجمتك الانيقة فى فؤادى |
ومشيت نحوك فانتهيت الى بلادى |
ورسمت وجهك فى جبين الحلم |
فى موج الورق |
وغفوت فى صدر الشفق |
استقبل الميعاد منك فلم يعد |
لى من سمائك غير اطياف الأرق |
يا همسة سكبت حبيبات الندى الحانها |
ياوردة العطر الذى |
غسل الدواخل بالعبق |
ميلادك الآتى |
بكل مواسم الافراح نحوى ليته |
ينهى عن الحزن المقدس يأتنى |
بالعشق والمطر الملون والشبق |
ان جاء يخبرك الحنين |
عن اشتياقى |
والهنيهات التى ذابت |
من الصبر المزيف والقلق |
فتأكدى بالحق انى لم ازل |
اسمو على قمم المشاعر سامقا |
كالبرق فى زهو السهى |
رمقت خواطره بهائك فاحترق |
تلك القوارب فى مياه الشوق |
تشرع فى الغرق |
وانا وحيدا فى رمال الشط |
والموج المهاجر من محيطك يحتوينى |
مثل اشلاء الصفق |
وشواهد الحزن المقام |
فتعلمى ان الحياة ستنحنى اوصالها |
يوما ويخنقها الزحام |
وتعلمى ان العيون الساكنات |
على بيوتك سوف يغمرها الظلام |
وتأكدى ان المدارك فى ظلال الحب |
تسمو مثل اسراب الحمام |
هذا زمان لا يشبعه التمنع |
او يعتقه الخصام |
ان جاءك الاحساس منى شارعا |
للريح اثواب التمنى |
وابتهالات الكلام |
فتأكدى انى اليك نذرت عمرى |
كيفما تبقين اقطف من رياضك زهرتى |
لك احتويها بين اضلع آهتى |
كى لا يدثرها الغمام |
وبأننى للقاك احمل |
كل نجمات السماء كواكبا |
تصطف حولك باحتشام |
ولأجل عرشك سوف تشرق كالضحى |
وترود مجدك لو يرام |
وتنير كونى حين يكسوه الانين .. |
والآن وحدى فى انتظارك |
والصقيع يلون الاعصاب بالشوق الدفين |
سكن السحاب على بيوت الشعر عندى |
واهتدى نهر القصائد بالرنين |
فتعالى يا امل الخطى لسهى المواقف |
علمى خصل الهوى معنى العواطف |
واحملى للناس خيرك و الحنين |
فعليك ازهرت الحقول |
اليك اومأت الفصول |
وغلفت دنياك احلام السنين |
والبحر فى عينيك غاص من الجوى .. |
ورنا على افق اشتهائك فارتوى |
ومشى بخاصرة النوى |
يقتات صدك والجنون .. |
لو كان يدرى ما المواجع ما هوى |
او كان لو علم الصبابة ما اكتوى |
لكنه ارخى عليك حجابه |
وانساب من بين العيون |
يأتيك بالعشق المخضب والرؤى |
بالصدق والمطر الحنون |
ياوردة الشمس التى |
فتحت كنوز السندسين وفجّرت |
ليل المحارم كى تكون |
ونمت على فيض العوالم و النهى |
حُبلى بأسرار الفنون |
ومعابد السحر المعتق والزهور .. |
هذا حديث النبض يهمس للحدائق |
بالنضار الساطع الوله الوقور |
انى لأدرك اننا |
فجران من عصر الخرافة ينهضان وحولنا |
جزر المحالات الشقية تعتلى |
كل الجسور |
ما كنت احلم باعتناقك غير انى |
فى مرايا وجنتيك تركت قلبى عاريا |
ورحلت فى افق الحياة |
اتوه فى ردهات حسنك والقصور |
وهجرت فرحى فى صحارى لوعتى |
ومشيت فى بر الغرابة |
امتطى زهو الشعور |
لا بدء لى الاّك انقل خطوتى |
فى كل يوم للوراء وانزوى |
فى آخر الاركان اكتب قصتى |
فتضل يمناى السطور |
انا لست اهرب من زمانى |
بيد انى انزع الايام قبلك |
من مدارى صادقا |
و اعود اخترق العصور |
كيما اجيؤك خلفها |
متوشحا بالشوق انبض بالامانى |
والخطى ترد الصعاب .. |
آتى نقيا من حبيبات احتقانى |
والجراحات التى نضحت هياما و اكتئاب |
هذا الزمان حزينة اوتاره |
وطنى و اهلى و الصحاب |
و اراك فى كل الربوع |
اراك فى صمت الخشوع |
و فى عليات السحاب |
من كل بيت فى بلادى تطلعين |
و على ترانيم الرجاء |
و فى دعاء الصالحين |
و من تسابيح البهاء |
و فى تواشيح الغياب |
الليل يرمقنى |
و يشرع فى ارتداء حجابه |
و البدر يكشف سر حزنى |
و المدى يمضى وحيدا |
فى دروب الخوف |
يجتاز السواحل و الهضاب |
و الارض فى كفيك تلقى دارها |
و تضل فى الافق البعيد مدارها |
وتهيم فى فلك ابتسامتك التى |
فتحت مسامات الطريق .. |
و هواك فى كل العوالم |
كالفراشات الشجية اسلمت |
اشواقها للريح ثم استرسلت |
فى حرمة الاحساس تمتص الرحيق .. |
الآن ادرك ثورة الاغصان |
حين ترنحت جدر الهواجس |
اومأت للنار حبات الندى |
وتشبعت سحب البريق |
الآن انى فى هدير الشوق |
ضاعت انجمى |
قد ضل فى فلكى شعاعك |
و اختفى من غيمتى |
مطر الحريق |
عفوا ً : |
سألتك بالذى |
غطاك بالامل المبعثر فى بلادى |
فى سماء الحب يسكن فى وهادى |
فى زفيرى و الشهيق .. |
ان تجمعى لى من حنايا مهجتى |
ما ظل عندك من بقايا نهضتى |
شوقى و توقى و الحريق |
جيئى الىّ فاننى |
لعلاك ارحل شارعا |
كف الامان لمقلتيك و اننى |
فى لج بحرك قد مضيت |
بصحبتى موج الهوى |
لحن المزامير العريق |
واظل فى جوف احتراقى صاحيا ً |
متدثرا بالعشق |
ارحل فى فجاجك للعميق |
حتى يسربلنى نهارك بالرؤى |
و تمدى لى يدك الامينة برهة |
طوق يمد الى غريق |
و على امتدادك قد مضى |
ليلى و اومأ راحلى |
و هفا زمانى و اكتسى |
لونى جلالك ايها الامل الرقيق |
اهديتك النبض المضمخ بالمنى |
و دلفت للزمن المبارك و ارتجيتك هاهنا .. |
ازهو بعالمك الوريق |
جيئى فانى فى انتظارك شدنى |
قدر الحياة و لم تزل |
لك فى مسارى |
اسهم الاحساس تخترق الحواجز |
تلتقى بالسحر فيك للآلئا |
دررا ونهرا من عقيق |
حتى يطل لنا اللقاء و ننته |
لمداخل الاجراس تأذن بالدخول لعشقنا |
و لبيتنا فوق الفضاء العامر الرحب الانيق |
و بحانة الميلاد عندك ليتنى |
ادنو و ارنو فى ربوعك انثنى |
وبصدر حلمك اقتنى |
عرش الكواكب علّنى |
فى سندس الآمال اغفو لا افيق |
ياليت قلبى ليته |
ياليت ذاك الصبح يصدق وعده |
يا ايها الوطن العشيق. |