من يطفىء الجراح غيرها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
و نظرت حولك فى غياب الريح | أنتظر الضحى... | متلفعا ذكرى الوداع و قائما | للقاك أنهض كالخيول الجامحة | متربصا بالشط أرقب رحلة | للموج تأتى بالوعود الصادحة | بقواقع الذكرى و بالسحب التى | كتبت تواريخ البحار و راقبتنى | فى انتظارك منذ فجر البارحة | وحملت وجهك فى ضفاف الشوق | مرتحلا اليك | فهل تغيب النائحة ؟ ! | هذى علامات الجلوس | على المحطات التى | قد وقعت احزانها | جرحا بأبواب الليالى | و السنين الرائحة .. | قد جاء طيفك حاملا | لون النقاء | وعابرا ليل اتكائى | فى بساط الاضرحة .. | ينساب فى جوف الرمال | فترتوى طهرا بسلسلك المقدّس | نشوة سكرى | و حلما سابحا | مازال همّى يرتمى | حضنا بأنفاس البكاء | على تراتيل الرَحَى | و أنا لديك تركت كل قوافلى | و مشيت لا دارا قصدت | و لا نهارا قد دنا | لا أبتغى الاّك | جيئ فى زمان الجرح | ضمينى اليك | و فوق صدرك سوسنا | ماذا بك | تخشين فرق الازمنة ؟! | و زمانك الحسن الذى | يمتد فى جوف الخلايا | لا يبالى بالفصول و بالسنة | عمرى رهين بابتسامتك التى | كتبت بداية رحلتىِ | فبأى آلاء الهوى كذبت | قد شادت لك الدنيا | تلالا ً من مُنى .. | أن تحديتِ الذين يمزقون | الحلم فينا ارتضيك | و إن هجرت الخوف | من كل العيون القابعة | سنفتت الجدران | نقتلع الجسور | و كل طغيان القبيلة | و الحصون المانعة | علمتنِىِ معنى التحدى | جئتنى بخطى المسير | الى السماء السابعة .. | فعلام كنت تصاحبين | تغلغل السفن القديمة | فى المرافىء | ياطبيبتى التى رسمت | على الافق البعيد | خريطة الدنيا | و تاريخ الجراحات الندية و الدعة | خط الشعاع عليك | هالات الصفاء | فجاء حلما بارعا | كانت محطات المدائن | فى انتظارك أن تمرّى بالبيوت | و كان خط الاستواء.. | يمتص منك حرارة الوهج الذى | من مقلتيك يحف أرجاء السماء | و الليل و الامطار و الوعد الذى | بك فى الوجود تألقا | يدنو على الشط الرحيم | فالحرف (ميم) | جيش من الزهو المقطر | فى تجاويف الاديم | والحرف (هاء) | سحب الهوى و الانتماء | فخر القبيلة بالطقوس | وبالشموس و باللقاء | (ألف) تمدّد فى الفضاء | عفوا إذا وفقت عيون الشعر | لا تقوى على هذا الضياء | و لك العزاء | قمم بصرحك لا بدايات لها تبدو | و لاحد انتهاء | فالحب أكبر من حروفى | من قوانين الطبيعة | من حدود الاشتهاء | و لك العزاء | يا طفلتى | و صديقتى | و حبيبتى | و طبيبتى | و ختام صوتى بالقريض | و بالدعاء | الشوق يعبث بالدماء | و الليل يسكن فى الخلايا | و الزمان العشق جاء | اهواك بعدك أنتفىِ | و أعود لا قمحا حصدت | و لا رجاء | يلقاك ما بين النجوم .. | و بين أقواس الكرى | حلما مُضاء | فلك البداية و النهاية | و المقاصد و الذُرى | و لك الوفاء | و لك الطريق الرحب يمشى | و البهاء | يبقى هنالك فى انتظارك قائما | حتى اللقاء | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .