على الجدار كان أول النهار صاحيا |
وكان حاضرا |
على خيوطه الندى |
والنخل ما تنفست عيونه الصدى |
ولا التوجس اهتدى |
يا أمة بغيرها الزمان ما ارتدى |
من الهوى قميصه |
ومن شذى النوى بصيصه |
قد نامت الخلية التي جيوبها تفجرت |
مبايضا من الذهول بعد أن |
تكور النخاع في مواقف السفر .. |
تضمخ الحريق بالمطر |
يا جنحة اللهاث خلف أحرف الدموع |
في مجاهل الحذر |
يا أمة تسرب الشموخ من جوارها |
تبلل السراب بالضجر |
بدارها ... وفي انتظارها |
على سواحل الضياع |
قد تساقط النظر ... |
الناس في السهول زوبعة ْ ... |
والعشب والحنين دامعا |
ما كان بعد أن تساوت الجراح |
في اللهيب بيننا مواجعا |
غير أن يعود للزحام ما له |
من الفراق أذرعا |
ومن ضنى النفوس مضجعا |
يا أمة تعلمت ذبول عصبة الأمم ْ ... |
ودورة الجلوس في ركائز الهرم |
يا أمة على بكائها الشجار لوعة وهَم ْ |
يا أمة تهدمت على مرافئ الندم |
من قال أن عزة الجهاد |
عند غزوة الشجون معترك؟ .. |
من قال أن فجوة الحداد |
في حوائط البكاء قد سلك |
مجاهل الدروب |
في كهوفها هلك! |
يا قدس يا صباح عشقنا |
يا قامة صباحها ارتبك |
منذ أن توارى عن (صلاح) |
مربط العمامة التي (حماسها) انتفض .. |
وشيخها الجليل قد رفض |
كل عتمة الضلال |
في استجابة الظلال للضنك |
ندكها الجبال دك |
يا شيخنا يا (أحمد) الذي يبقى لنا |
(ياسين) في صلاتنا عبق |
على طريق مكة العروج والولوج |
حائط البراق قد سمق |
كابول أقسمت بأن ما احتواه خوذة |
من أرض سام ما انعتق |
وأن درب قادسية السحاب ما اعتنق |
النار في ديانة الهجير بوذا .. |
سنفتح النهار بالمعوذة .. |
والتاليات يا يهوذا .. |
نضالنا الطويل في مجاهل الورق |
وفي مساره الذي لم يعرف القلق |
لم يدر أن مولد الصباح |
كبرياؤه عرق |
ومركب الجنوح بصمة الجروح |
اكتئابها سرق |
من صمتنا حديثه |
وتوقنا الجريء والشبق |
يا أمة لا نال من سمائها شفق |
لا أشرقت بدمها الشموس |
لا المدى خفق |
لا الظل لا الدعاء كان بعض همها |
لا مدخل المديح ضمها |
أو أمها الشرار |
لا اليباب لا الصفق |
يا أمة تدفقت على مشارف الغرق |
لا النبع ذاب فيه لونها |
لا كونها ائتلق |
يا أمة كفافها رمق |
يا أمة تعيش كيفما اتفق |
يا أمة هوت على مشارف النفق |
يا أمة يراعها نفق |
يا أمة حسابها العسير قادم |
وموتها البطيء هادم |
وها هو الطريق |
في انشطارها |
يظل مفترق. |