أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر بأن الله غير راضٍ عني، فكيف أكون مؤمنة قوية يحبني الله؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بضيقٍ كبيرٍ في قلبي هذه الفترة، ودائماً أشعر أن الله غير راض عني، وأن الله لا يحبني! وهذا يتعبني كثيراً، وأشعر أني لا أعرف نفسي، وأن لا أحد يحبني!

أريد أن أكون مؤمنة قوية، وأشعر بحلاوة الإيمان من جديد، أريد أن أرتاح وتبتعد هذه الوساوس عني، وأكون اجتماعية في المدرسة، وفي كل وقت، وألا ألقي بالاً لكلام الآخرين.
أشعر أن الشيطان سيطر علي، فقد كنت لأشهر أهتم بالآخرة فقط ولا أزال كذلك، ولكنني أصبحت أهتم بالدنيا أكثر، ولا أدري لماذا حدث ذلك!؟

أشعر بالحزن عندما لا أحصل على علامة كاملة في الاختبار، أو أنقص نصف علامة، أخاف أن هذا بسبب غضب الله علي، أشعر بالتعب من هذه الحياة، أريد أن أكون قريبة من الله وأثق أنه يحبني، وأريد أن أتوكل عليه دائماً، وأن أحب الصلاة وكل ما يقربني إليه، أنا محافظة على النوافل ولكنني أحياناً يسيطر الشيطان علي؛ بحيث أقرأ عن أصناف الشخصيات حسب تقسيم الأبراج لأنها تكون صحيحة، ولكنني أستغفر بسرعة بعدها، أريد أن أترك كل ما يغضب الله، وأوقن أن الله يحبني ويتقبل أعمالي الصالحة، ماذا أفعل لأشعر بالراحة وأكون من عباد الله الصالحين؟

أرشدوني، كيف السبيل لأتقرب لله وأحب طاعته؟ ولا أدري إن كنت فعلت ما يغضب الله من غير قصد، فكيف أفعل كل ما يرضي الله؟ أرجو أن تساعدوني، فأنا متعبة جداً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لكِ أولاً حرصكِ على الوصول إلى محبة الله تعالى، واتهامكِ لنفسك بالقصور والتقصير، وهذا دلالة على رجاحة في عقلك، ولكننا نتمنى -أيتها الأخت العزيزة- ألا يسيطر عليك الشعور بعدم رضا الله تعالى، وعدم محبته حتى يوصلك لليأس من رحمته الله سبحانه وتعالى، وتبغيض العبادة عليك وتثقيلها عليك؛ فهذا من مقاصد الشيطان الكبيرة الذي يريد أن يتوصل إليها فيك.

واعلمي -بارك الله فيكِ- أن محبة الله سبحانه وتعالى الوصول إليها يسير -بإذن الله تعالى- لمن وفقه تعالى وأراد به الخير، فهي ليست أمراً بعيد المنال، وقد وضح الله عز وجل طريق الوصول إليها أتم إيضاح، فقال سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه البخاري: (وما تقرب إليّ عبدي بأفضل مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).

فهذا هو الطريق بسهولته ويسره، أن تؤدي فرائض الله عليك مخلصة فيها مبتغية بها وجه الله، وأن تؤديها على الوجه الشرعي لتكون صحيحة، فإذا أديتِ الفرائض: من صلاةٍ، وصوم، وزكاة مال إن كان لك مال، وحج، وعمرة، وصدقٍ في الحديث، وصلة للرحم، ونحو ذلك من الواجبات، وتركت المحرمات التي حرمها الله عز وجل عليك على اختلاف أنواعها سواءً بعينك أو بلسانك أو بغير ذلك، فأنتِ قد وضعتِ قدمكِ على الطريق الصحيح الموصل عن قرب -بإذن الله تعالى- إلى محبة الله تعالى ورضوانه.


ثم ينبغي لك أن تكثري من نوافل الأعمال بقدر استطاعتك، فتكثرين من ذكر الله تعالى، وتكثرين من الصلاة والاستغفار، وتكثرين من الصدقات إن قدرتِ على ذلك ونحو ذلك من نوافل الأعمال، فإذا فعلتِ ذلك مبتغية وجه الله فإنك تصلين إلى محبة الله بلا تردد، كما وعد سبحانه وتعالى وهو لا يخلف الميعاد إذ قال: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).

وقد أخبرنا سبحانه في كتابه بأن اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم طريق موصل إلى محبة الله فقال سبحانه وتعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}

وأما اهتمامكِ بالدنيا -أيتها الأخت العزيزة- وحرصك على النافع فيها فلا ينافي محبة الله تعالى، ولا ينقص من ذلك، فإن الله جل شأنه استخلفنا في الأرض، وأمرنا بعماراتها والسعي الصالح فيها، فكونك تحرصين على ما ينفعكِ فيها من تعليم أو غيره ملتزمة بشرع الله تعالى، فإن ذلك كله لا ينقص من أجرك بل إن احتسبتِ أجرك عند الله فيما تفعلين من أعمال الدنيا، وتقصدين بها التقوي على طاعة الله تعالى، واكتساب رضوانه، فإن هذه المباحات التي تمارسينها من أعمال الدنيا تصبح في حقك عبادة تقربك إلى الله تعالى، وأحسني الظن بالله عز وجل فإنه سبحانه وتعالى جواد كريم رحيم، وهو شكور يشكر ما يقوم به العبد على ما فيه من خلل وتقصير، فإنه يعلم سبحانه وتعالى أن هذا الإنسان لا يستطيع أن يوفي ربه حقه، ومن ثم فإنه يتجاوز سبحانه وتعالى ويغفر.

فجاهدي نفسك على القيام بالفرائض كما أسلفنا، وأحسني ظنكِ بالله أنه سيتقبل منك هذه الفرائض، وسيثيبك عليها، فإنه سبحانه وتعالى غني عن عبادة العابدين، ولا تضره معصية العاصين، وإنما يختبرنا فقط ليجازينا عن هذه الأعمال التي نعملها.

نسال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك على كل خير، وخير ما نوصيك به: الرفقة الصالحة، فابحثي عن النساء الصالحات، وأكثري من مجالستهن، فإن حضور مجالس الذكر والإكثار من مجالس العلم تحيي القلب وتوقظه من غلفته، وتشغل هذه النفس بالنافع بدل من أن يتغلب عليها الشيطان، ويسيطر عليها الشيطان، فأكثري من مثل هذه المجالس وستظفرين -بإذن الله تعالى-، نسأل الله أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ 3478 الخميس 23-07-2020 05:29 صـ
يضطرب حال جسمي وقلبي عند فعل معصية، فما سبب ذلك؟ 1810 الثلاثاء 21-07-2020 03:19 صـ
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! 1991 الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ
ما الفائدة من الزواج في ظل هذا الفساد؟ 1632 الثلاثاء 14-07-2020 05:37 صـ
أنا شاب ودواعي الانحراف كثيرة، ما نصيحتكم؟ 1269 الخميس 09-07-2020 05:30 صـ